وأضاف بودينار، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أنه في المرحلة الأخيرة اتسع نطاق عمليات التجنيد لتشمل جنسيات أخرى غير مغربية، كنوع من التمويه، إلى أن وصل التنظيم إلى مرحلة تجنيد الفتيات، وهو ما كشفت عنه الضربة الأمنية الأخيرة، التي توصلت إلى أن الجماعة الإرهابية جندت شبكة من الفتيات القاصرات، في عدد من المدن المغربية.
ولفت إلى أن هؤلاء الفتيات كن على استعداد لتنفيذ عمليات لصالح التنظيم وتبني أنشطته والدعاية لها، وهو أمر يؤشر على عدد من الأمور، أولها أن هناك حاجة إلى تطوير المقاربة مع القاهرة للتعامل مع مثل هذه الحالات، خاصة مع امتلاك التنظيم قدرة على التعامل في الأوساط التقليدية وهي أوساط الشباب، القادرين على التعامل مع مثل هذه الأفكار.
وأوضح أن هناك حاجة ماسة إلى التعامل مع هذه الشريحة المستهدفة من جانب التنظيم، خاصة أن تنظيم "داعش" الإرهابي ليس متغلغلاً بشكل كبير في أوساط المجتمع المغربي، ولكنه يستهدف فئات معينة هو يعرف أنه يستطيع التأثير عليها، لذلك فإن هناك حاجة إلى محاربة الفكر المتطرف الذي يتبناه تنظيم "داعش" كبداية للقضاء عليه.
وتابع رئيس مركز الدراسات الإنسانية والاجتماعية "هناك وسائل كثيرة لمحاربة هذا التنظيم، من بينها وفي مقدمتها نشر الوعي بخطورة هذه الأفكار المتطرفة، وهو أمر يجب أن تشارك فيه جميع الوسائل الدعاية، بداية من الإعلام والميديا، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، التي يستغلها التنظيم في كثير من الأحيان لنشر أفكاره والتأثير على الشباب من خلالها لكي ينضموا إليه.
وعن التعامل الأمني في المرحلة الحالية من جانب السلطات الأمنية المغربية، قال بودينار إن الأمن المغربي تعامل بشكل جيد مع الأزمة، حيث أنه وجه ضربات استباقية إلى التنظيم الإرهابي، وتمكن خلال الفترة الماضية من كشف وضبط عدد من الخلايا الإرهابية، كانت تستعد لتوجيه ضربات قوية، كانت ستؤدي إلى كوارث في المغرب.
وكانت تقارير أمنية مغربية كشفت القبض على خلية إرهابية، تتكون من فتيات أغلبهن قاصرات، تمكن تنظيم "داعش" الإرهابي من تجنيدهن للعمل لحسابه، لنشر أفكاره بطرق سرية، وكذلك لتنفيذ مهام تتعلق بعمليات إرهابية محتملة على الأراضي المغربية.
كشفت الأجهزة الأمنية أن التحقيقات مع الفتيات أكدت أنهن غير نادمات على الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، ما يؤشر على خطورة اقتناعهن بشكل كامل بأفكار التنظيم، وهو ما يحتاج إلى تدخل من الدولة لعمل حملات توعية ضد أفكار التنظيم.