وقال الضابط، لوكالة "سبوتنيك"، اليوم: "بدأت الهدنة من 20 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، في الساعة 8 صباحا، واستمرت إلى 22 أكتوبر، خلال هذه المدة كنا مستعدون لإخراج كل من يرغب بغض النظر إذا كان مدنيا أو مسلحا، وقدمنا كل التسهيلات اللوجستية والأمنية اللازمة وتم تحديد ممرين لخروج المسلحين بناء على طلبهم لمنع اختلاطهم مع المدنيين، الأول عند مدخل حي بستان القصر، والثاني عند منطقة الكاستيلو…".
وأضاف الضابط: "قمنا بتأمين وسائط نقل للخارجين مغطاة بالزجاج، وإسعاف للجرحى، وحافلات نقل خاصة بالمدنيين، وإخلاء الطريق وتأمينها من مكان خروجهم إلى آخر نقطة من وجهتهم".
وأكد الضابط على أن "عائلة استطاعت الخروج، وأبلغتنا أن الجميع يريد الخروج، إلا أن جبهة النصرة وأعوانها يقومون بمنعهم".
ومن جانبه قال ضابط في الثلاثين من عمره: "نحن كنا جاهزين لاستقبال أي عنصر مسلح حتى قبل التوصل إلى الهدنة، وقام مسلحان بتسليم سلاحيهما للجيش السوري، أحدهما من حركة "أحرار الشام" والآخر من حركة "استقم"، واللذان حملا السلاح من أجل البقاء على قيد الحياة، لأن المسلحين الأجانب والتابعين لجبهة النصرة وأحرار الشام لا يمنحون الطعام أو أي نوع من مطالب الحياة إلا للذين يقاتلون معهم".
وأضاف الضابط، "المسلحون قاموا بالتمركز داخل الأحياء السكنية والأسواق واتخاذ الأهالي دروعا بشرية".
وأشار الضابط إلى أن القتال بالطوق الداخلي لمدينة حلب هو دفاعي، ولا يقومون بمبادرة الهجوم داخل المدينة، وأضاف- الجيش تقدم بالريف الشمالي ولم يدخل حلب الشرقية كي لا يسبب ضحايا في صفوف المدنيين…".
ونوه الضابط إلى أن عدد المدنيين داخل أحياء حلب الشرقية قد يتراوح بين 250 ألفا إلى 300 ألف، لكنه يعتقد أن الرقم يبالغ فيه، من أجل الحصول على كميات أكبر من المساعدات.
وأشار الضابط إلى أن تحرير المدينة هو أهم من تحرير الريف الشمالي، ولكن حتى الآن لم يتم إحراز تقدم في المدينة، على الرغم من أن الجيش كان قادرا على فعل ذلك من أجل عدم وقوع ضحايا بين المدنيين.
وأكد الضابط على أن جميع قادة هذه الثورة لا يحملون أهدافا أو برنامجا سياسيا، وهم من عديمي التعليم ومطلوبين للدولة بجرائم أخلاقية قبل الحرب، وأشار إلى "عدم وجود أي استراتيجية لديهم، وهم فقط ينفذون أجندات قادتهم من الدول الغربية والخليج…هم قاموا بتحريض الناس طائفيا وتخويفهم من خارج الأحياء، كل قيادي معه مفتي لجذب الناس… ".
— الممرات لا تزال مفتوحة أمام من يحب الخروج…
أكد الضابط على خروج عائلة مؤلفة من 7 أشخاص خلال الهدنة…وبعد انتهاء الهدنة خرج 48 شخصا، وفي أول يوم من الهدنة تم إخراج 8 مسلحين سوريين جرحى من "أحرار الشام"، وتم تقديم الرعاية الصحية.
ونفى الضابط الإشاعات التي انتشرت عن خروج ضباط وقادة أجانب من حلب الشرقية خلال فترة الأيام السبعة من البروفة التي وضعت لتدريب عناصر الجيش والأمن على طريقة إخراج المسلحين كي لا يحصل أي خطأ، خاصة أن المسلحين يخرجون مع أسلحتهم.
وأضاف الضابط أن "المدنيين داخل حلب الشرقية يتعاونون معنا ويعطونا معلومات حول الأوضاع عندهم عن طريق أهاليهم في حلب الغربية".
وخلص الضابط إلى أن "روسيا تفاوض عن شريكتها سوريا التي تتواصل وتنسق معها، ولكن واشنطن تنسق مع شركائها المجموعات المسلحة كالنصرة وحركة أحرار الشام، لأنها تمتلك قرارها، وهذا يعني أنها ممثلة عنهم".
يذكر، أن فترة التهدئة الإنسانية، التي أعلنتها روسيا والسلطات السورية اعتبارا من صباح يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر في حلب، انتهت مساء السبت 22 تشرين الأول/أكتوبر. وكان يراد منها أن تسمح بإخراج السكان المدنيين والمسلحين الراغبين في المغادرة، وبإجلاء الجرحى والمرضى من المدينة. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الممرات الإنسانية كانت تحت نيران مستمرة للمسلحين، وعرقلت عناصر الجماعات المسلحة نقل المساعدات إلى السكان.