وقالت الحكومة البريطانية "القذافي كان شخصا لا يمكن التكهن بأفعاله، كما كانت لديه القدرة والدافع اللازمين لتنفيذ تهديداته، "وأفعاله لم يكن ممكنا التغاضي عنها وكانت تتطلب تحركا دوليا مشتركا وحازما".
وتعليقا على هذا الموضوع، استنكر المحلل السياسي الليبي عبد الباسط بن هامل، رفض الحكومة البريطانية للانتقادات التي وجهها التقرير، مبديا اندهاشه من ردها على التقرير، قائلا "هل يتم العبث بمصائر الشعوب بناء على توقعات وافتراضات ليس هناك من الشواهد ما يرجح صحتها!؟".
وأضاف بن هامل، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن السبب الحقيقي للتدخل العسكري في ليبيا هو رغبتهم في تحويل ليبيا إلى واحة من الفوضى-بحسب تعبيره-، وأن هذه الفوضى جزء من مخطط غربي يستهدف المنطقة بأسرها، وأن من صنع تلك الصورة التي أرادت الحكومة البريطانية رؤيتها هو إعلام مأجور.
وأوضح بن هامل أنه قبل بداية التدخل العسكري الغربي في ليبيا، كان هناك مشروع للمصالحة، ودعم لاتفاق تهدئة ورغبة في الاستماع لمطالب كل الأطراف المتنازعة، وكذلك ثبت مع الوقت أن كثيرا ممن كانوا ضد القذافي هم مجموعة من الإرهابيين، رأيناهم في مدينتي بنغازي وسرت.
واتهم بن هامل قيادات "الإخوان المسلمين" بأنهم لا يرتهنون لسلطة الدولة والوطن، وإنما يرتهنون لأوامر مجموعاتهم المنتشرة في تركيا، وقطر، وبريطانيا، وأمريكا، والذين يبغون تمزيق الأمة، مشيرا إلى معاناة دول الجوار وبخاصة تونس ومصر.
وذكر بن هامل أن بريطانيا تتعامل بمعايير مزدوجة، فما تفعله بدول المنطقة يتعارض مع ما تفعله بالداخل البريطاني، مستدلا بما قاله ديفيد كاميرون من أنه لن يسمح بتعرض الأمن القومي البريطاني للخطر من قبل المتظاهرين.
وتابع "اليوم لا يريدون الاعتراف بحقنا في مدينة بنغازي في محاربة الإرهاب، وعندما تتشكل قوة عسكرية خاضعة للسلطة الوطنية لا يريدون لها أن ترى النور، هم فقط يريدون تنصيب أشخاص ترعرعوا في سجون بريطانيا وأمريكا، يحملون أجندات خارجية لا هوية الوطن".
