وجاءت سيطرة الجيش السوري على حي "مساكن هنانو" سريعة ومفاجئة للجماعات المسلحة التي ارتبكت جراء العملية الالتفافية والمتقنة، حيث سلك المهاجمون ثلاثة محاور رئيسية لاقتحام الحي الذي لم يصمد طويلاً بسبب ارتفاع أعداد قتلى المسلحين فيه.
وتحدث مصدر عسكري لمراسل "سبوتنيك"، عن تفاصيل السيطرة، وقال إن العمليات الاستباقية أدت لسقوط مواقع استراتيجية منحت الجيش السوري القدرة على الدخول من عدة محاور وخاصة
بعد اقتحام تل الشرطة غرب عزيزة، فيما يعد محور الشيخ نجار ومنطقة الصالات أحد الطرق الهامة أيضاً للوصول للعمق، بعد أن انتهت مرحلة التمهيد الناري من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إضافة لسلاح الطيران والذي حقق أهدافه بنجاح عبر ضرب الأهداف المحصنة ومن ثم فسح المجال لدخول القوات المهاجمة.
وأكد المصدر: إن عشرات المسلحين قتلوا وتم تدمير 8عربات ودبابتين خلال الاشتباك الذي راعى فيها الجيش السوري وجود مدنيين خلال العملية، لذا تقدم عبر قضم مساحات صغيرة وضرب أهداف مؤكدة، وساهم عنصر التكتيك في تأمين خروج حوالي أكثر من 50 مدنياً من العائلات أثناء العملية دون أن يصيبهم أي أذى، ليتوالى بعدها خروج السكان وخاصة بعد إتمام السيطرة وقيام وحدات الهندسة بالتمشيط، وقد بلغ عدد الذين تمكنوا من الخروج أكثر من 300 مدني تم نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة.
وعن أهمية منطقة مساكن "هنانو" عسكرياً ولوجستياً، بيّن المصدر أن الجيش السوري استطاع هزم المسلحين ليس فقط عسكريا بل معنويا، لأن حي "هنانو" هو من أهم الأحياء الشرقية وأكبرها. كما يعد أول المناطق التي خرجت من سيطرة الدولة السورية قبل 4أعوام. لذا له رمزية لديهم، كما أن موقع حي مساكن "هنانو" مرتفع ويشرف على أحياء الحيدرية والصاخور وجبل بدرو، ويقسم أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المسلحين إلى قسمين شمالي وجنوبي، مما يؤدي إلى فرض مزيد من الطوق الناري والبشري على كل جزء منها وهذا يسهل سقوطها لاحقاً.