وقال الرئيس الأسد في تصريح لقناة تي جي 5 الإيطالية: عندما لا يتمتع الإرهابيون بالدعم الخارجي لن يكون صعبا على الإطلاق التخلص من الإرهابيين في كل مكان من سورية.
ورداٌ على سؤال الصحفي الايطالي ما أذا كنا نستطيع القول بأن تحرير حلب هو انتهاء للحرب في سوريا ،أجاب الأسد:
لا.. ليس بعد.. لا تستطيع التحدث عن نهاية الحرب قبل التخلص من الإرهابيين في سورية وللأسف، فإن هؤلاء الإرهابيين ما زالوا يتمتعون بدعم رسمي من العديد من البلدان بما في ذلك تركيا وقطر والسعودية والعديد من البلدان الغربية وهذا لم يتغير وسيؤدي إلى استمرار الحرب مع وجود هذا النوع من الدعم. إلا أن هزيمة الإرهابيين في حلب خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب وعندما لا يتمتع الإرهابيون بذلك الدعم الخارجي لن يكون صعبا على الإطلاق التخلص من الإرهابيين في كل مكان من سورية، عندها يمكن أن نتحدث عن نهاية الحرب.
وحول العدد الكبير من الضحايا نيجة الحرب في سوريا قال الأسد:
إنها بالطبع مشكلة كبيرة، الأهم من البنية التحتية والمباني هم الأشخاص الذين قتلوا والأسر التي فقدت أحباء وأطفالا وأبناء وأشقاء وشقيقات وأمهات، هؤلاء يعانون وسيعيشون مع هذا الألم إلى الأبد، لكن في النهاية فإن السبيل الوحيد لحل المشكلة في سورية هو أن يسامح الجميع الجميع، أعتقد أن لدينا هذا الشعور بأن هذا هو التوجه الرئيسي على المستوى الشعبي.
ورداٌ على سؤال حول ماذا يمكن للدول الأوروبية فعله ، لردء الهجمات الأرهابية في أوروبا من قبل "داعش" أجاب الأسد:
المشكلة لا تنحصر في "داعش" وحسب، إن "داعش" يمثل أحد منتجات التطرف، عندما تتحدث عن "داعش" يمكنك أيضاً التحدث عن النصرة وعن العديد من المنظمات المختلفة، حيث أن لها الذهنية نفسها والأيديولوجيا الظلامية نفسها.
ربما ليس لداعش بشكل عام ولكنهم يضعونهم في تصنيفات مختلفة مثل "المعتدلين أو الخوذ البيضاء" وإنهم يسبغون عليهم هذه الأوصاف الإنسانية أحياناً والمعتدلة أحياناً أخرى لمنحهم الغطاء ولتحقيق أهدافهم السياسية، وبالتالي فإن أولويتهم في أوروبا، "وأنا أتحدث
هنا عن الحكومات الأوروبية" ليست محاربة الإرهاب، بل أولويتهم هي استخدام تلك الأوراق لتغيير الحكومات والتخلص من الرؤساء وما إلى ذلك. هذه السياسة لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في سائر أنحاء العالم، ولهذا السبب كما ترى فإنه خلال السنوات القليلة الماضية لا يحدث شيء فيما يتعلق بالإرهاب في أوروبا،حيث ما زال الإرهابيون يهاجمون بحرية دون أن يتغير هذا الوضع لأن المسؤولين الغربيين ليسوا جادين في معالجة هذه المشكلة.
وحول ما إذا كان انتخاب دونالد ترامب أن يغير شيئا هنا في الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في هذه المنطقة، قال الأسد: لنقل إننا أكثر تفاؤلا ولكن مع بعض الحذر، لأننا لا نعرف السياسة التي سيتبناها حيال منطقتنا بشكل عام وكيف سيتمكن من التعامل مع مجموعات الضغط المختلفة في الولايات المتحدة التي تعارض أي حل في سورية والتي تعارض قيام علاقات جيدة مع روسيا.
لكن بوسعنا القول إن جزءا من التفاؤل يتعلق بقيام علاقات أفضل بين الولايات المتحدة وروسيا، وليس بين الغرب وروسيا، لأن أوروبا ليست موجودة على الخريطة السياسية وأنا أتحدث عن الولايات المتحدة وحسب.
إذا قامت علاقات جيدة بين هاتين القوتين العظميين فإن معظم دول العالم بما في ذلك دول صغيرة كسورية ستستفيد من هذه العلاقة، في هذا الصدد نستطيع القول إنه سيكون هناك حل في سورية وفي الوقت نفسه فإن السيد ترامب قال خلال حملته الانتخابية إن أولويته هي مكافحة الإرهاب ونحن نعتقد أن هذه بداية الحل إن استطاع تنفيذ ما أعلنه.