حيث أن تحرير قضاء "سنجار" التابع لمدينة الموصل على يد قوات البيشمركة الكردية فتح الباب على عائديته وهذا الأمر تكرر سابقا في مناطق أخرى في ديالى فيما ظلت كركوك الحديث الجوهري والدائم في هذا النزاع.
برنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير راديو "سبوتنيك" ناقش هذا الموضوع مع الدكتور مزهر الساعدي، رئيس مؤسسة مدارك للبحوث والدراسات، حيث قال الساعدي في معرض حديثه "يجب التفريق بين مفهومي "ما بعد تحرير" الموصل و"ما بعد داعش"، وأنا بتقديري الشخصي أعتقد أن مرحلة ما بعد "داعش" لم تحن بعد، وإذا ما يتم التناقش على مرحلة ما بعد تحرير الموصل فهو أمر جيد، وعلى السياسيين أن لا يوهموا المجتمع العراقي في أنهم قضوا على فكرة "داعش" نهائيا في هذه الفترة، وهم قد ضللوا كثيرا الشعب العراقي بهذه الفكرة، من الأصح جدا أن يكون الحديث عن مرحلة ما بعد تحرير الموصل، فالنصر العسكري يأتي لا محال، لكن نحتاج إلى فترة زمنية طويلة أخرى للقضاء على "داعش" فهي مهمة العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي وليس العراق فحسب، فـ"داعش" ليس وسيلة عسكرية وإعلامية فقط، وإنما فكر وعقيدة، حيث أنه فكر استطاع أن يجند الآلاف من الانتحاريين واستطاع أن يجذب الأوباش من كل أنحاء الأرض من مائة جنسية أو أكثر، فهو قادر على الاستمرار لفترة زمنية، إلا إذا كان هناك علاج حقيقي للفكرة التي يروج لها "داعش"".
وقد تبدو أن الأطراف الفاعلة في العراق متفقة إلى حد كبير على صعوبة إعادة البلاد إلى ما قبل 10 حزيران (يونيو) 2014، وفي ذلك قال الساعدي "نحتاج إلى جرأة كبيرة من السياسيين العراقيين في أن يتعاملوا مع مرحلة ما بعد تحرير الموصل، حيث أن لهذه المدينة خصوصية، فهي واحدة من أكبر محافظات العراق، وفيها تنوع قومي وديني ومذهبي وطائفي، فإذا أردنا التعامل مع واقع الموصل فيجب المرور بمرحلة انتقالية ننتقل فيها من الفوضى إلى المرحلة الدستورية عبر تنشيط المؤسسات من جديد لتستقيم إلى مؤسسات فاعلة لا يمكن اختراقها من قبل التنظيمات التكفيرية، وعندها يمكن التأسيس إلى مرحلة جديدة تؤدي إلى هزيمة التطرف الفكري. أما أن تمسك الأرض من قبل العسكريين وتكتفي بهذه القضية ونعتقد أننا حققنا نصرا، فسوف ينتكس هذا الوضع مرة أخرى في الموصل".
