وفي هذا الجانب أعدت فاطمة الصالح، الأستاذة في جامعة حلب، دراسة متميزة وفريدة لحل هذه المشكلة وللاستفادة من كل حبة من هذه الأنقاض.
وفي لقاء لها مع صحيفة "الوطن" السورية، اعتبرت الصالح أن ترحيل هذه الأنقاض إلى المطامر أو المكبات الصحية الخاصة بها مكلف اقتصادياً، إضافة إلى أن هذه المطامر تنشأ على حساب المساحات الخضراء والأراضي الزراعية، ما يضر بالبيئة بشكل كبير، مشيرةً إلى أن دولاً كثيرة قامت بتطوير مشاريعها الوطنية للتخلص من أنقاض الأبنية وبقايا الإنشاء.
وأضافت: ثم كان "المشروع الوطني لتدوير وإعادة استخدام أنقاض الأبنية والبنى التحتية"، وهو أحد المشاريع الفائزة بالتمويل من صندوق دعم البحث العلمي والتطوير التقني للتعليم العالي.
ويهدف المشروع إلى وضع مقياس محدد لتصنيف الحصويات الناتجة عن الأنقاض حسب خواصها الفيزيائية والميكانيكية في المرحلة الأولى، ويتم الاعتماد عليه في تحديد إمكانية استخدام هذه الأنقاض في الاستخدامات الهندسية المختلفة في المرحلة التالية. كما يتضمن تصميم خلطات بيتونية وإسفلتية وخلطات بلوك وإيجاد مواد عازلة جديدة متوافقة مع الأنظمة العالمية باستخدام هذه الأنقاض المعادة التدوير وفقاً لعوامل محددة مسبقاً كالكلفة والمقاومة.
ويتضمن المشروع دراسة استخدام الحصويات المختلفة المعادة التدوير في الطرق الإسفلتية وفي الخلطات البيتونية المختلفة في إعادة إعمار المواقع المهدمة وكذلك في تصنيع البلوك.
واعترفت الأستاذة الصالح أن إجراء الإحصاء الدقيق لمخلفات الأبنية المهدمة معقد، ويحتاج لتنظيم جيد كي يمكن تحديد أنواع الأنقاض وكميات هذه الأنواع وتوزعها الجغرافي بدقة.
وأضافت: المشروع في الأصل تطبيقي تجريبي حقيقي لا يعتمد الفانتازيا العلمية، وقد وضعنا عملية إعادة الإعمار نصب أعيننا ونحن نضع نقاطه الأولى، وعند تطبيق نتائجه تأثير كبير في تقليل الكلف التي ستترتب على المواطنين عند إعادة تأهيل منازلهم، وبالتالي العودة السريعة للمنظومة الاجتماعية إلى الوضع الطبيعي الذي كان قائما قبل الأزمة، هذا عدا الآثار البيئية الإيجابية التي نوهنا عنها سابقا وتأمين فرص العمل التي ستنعكس اجتماعيا بشكل إيجابي.