عضو مجلس محافظة بغداد، علي جعفر العلاق، في حديثه لبرنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير راديو "سبوتنيك"، قال "إن الوضع في بغداد الآن طبيعي جداً ولا يوجد أي شيء يثير الريبة أو المحظور، والوضع مسيطر عليه تماما وحركة الشارع عادية جدا. أما ما يتعلق بموضوع المظاهرات، فهو حق دستوري ومن حق أي شخص ممارسته في ظروف طبيعية. لكن اليوم، يمر العراق في مرحلة خطرة من تاريخه تتمثل بحربه ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وعلى القوى أن تتكاتف في الداخل والخارج، ويتم ذلك بتكافل الأحزاب السياسية والعمل على تمرير القوانين من خلال مجلس النواب العراقي وتشريعاته، أما النزول إلى الشارع بهذا الشكل مع وجود المندسين الذين يريدون الإساءة للعملية السياسية وضربها تنفيذا لأجندات خارجية، فهو أمر مرفوض من قبل الجميع بمن فيهم المتظاهرين أنفسهم الذين نعتز بهم ويطالبون بحقوق مشروعة التي تتمثل بتغيير المفوضية العليا للانتخابات وهي حالة جيدة، ولكن ما يتخلل ذلك من حوادث ومن خروقات فعلى الأجهزة الأمنية أن تتصدى لكل من يحاول الإساءة للوضع الأمني. عليه فإن المظاهرات هي أمر طبيعي وعلى المتظاهرين أن يلتزموا بما يطلبه القانون بأن تكون المظاهرات سلمية، أما أن تنتهي المظاهرات ويطلق صواريخ من قبل مجاميع خارجة عن القانون فهو مؤشر سلبي".
وأضاف العلاق "هناك مكان مهيأ للمتظاهرين في ساحة التحرير، وكل الإجراءات مهيأة لحماية المتظاهرين ولا يوجد أي إشكال في هذا الجانب، إلا أن بعض الأفراد الذين كانوا مندسين مع المتظاهرين من أجل الإساءة لهم وإرباك جبهة محاربة الإرهاب".
من جانب آخر، قال الناشط المدني حميد جحجيح في حديثه لراديو "سبوتنيك"، إن "التظاهرات مستمرة منذ أكثر من عام وتغيرت المطالب فيها ولأكثر من مرة، والتظاهرة الأخيرة كان مطلبها واضح جدا هو تغيير مفوضية الانتخابات وتشريع قانون يمثل ضمانة حقيقية للمرشحين بحيث يكون تمثيل حقيقي للنواب في مجالس المحافظات والنواب".
وعن طريقة حصول المواجهة، قال جحجيح "كانت التظاهرة طبيعية جدا، يقوم بها مواطنون سواء منتمين لجهة معينة أو غير منتمين فهم في كل الأحوال يمارسون حقهم الدستوري، إلا أنه صدر بيان تضمن تعليمات وهو ما أدى إلى إرباك التظاهر، متضمنا الاقتراب من أسوار المنطقة الخضراء دون الدخول لها، وعندما تقدم المتظاهرون للوقوف أمام أسوار المنطقة ما دفع بالقوات الأمنية إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، ومن ثم يقال إن جهات غير تابعة للقوات الأمنية هي من فتحت النار على المتظاهرين".
وأضاف جحجيح "صدر بيان من عمليات بغداد يفيد العثور على أربعة سكاكين أو أكثر عند المتظاهرين، وتصور وجود نصف مليون متظاهر مع هذا العدد البسيط من السكاكين وهو خبر لا يمكن تأكيده، أما إطلاق النار والذي أدى إلى سقوط بعض أفراد الأجهزة الأمنية فهي إطلاقات كانت من جهة واحدة بحسب شهود عيان، كما أن إطلاق النار لم يخرج من العناصر الأمنية للجيش العراقي التي كانت مهمتها حماية المتظاهرين والذين هم أنفسهم اختبأوا مع المتظاهرين من النيران الموجهة إليهم، وشوهد إطلاق نار من أفراد يرتدون الزي الأسود، ومعروف أن الكثير من الأحزاب والتيارات والشخصيات لديها أجهزه تكن لها الولاء أكثر من ولاءها للدولة، ولدى هذه الأجهزة سابقة في إطلاق نار في المظاهرات السابقة".
وعن المستفيد من كل ذلك، يقول جحجيح "هناك جهات كثيرة تريد الاستفادة من هذا الوضع، إضافة إلى وجود جهات سياسية حزبية شيعية متصارعة بينها وهو صراع مضى عليه فترة من الزمن، وهناك من يحاول منها الاستفادة من هذا الحادث وخلق الفوضى، وبإمكان أي جهة سياسية داخل بغداد ممارسة عمل قصف المنطقة الخضراء بالصواريخ، فكل الأحزاب والجهات السياسية الموجودة في السلطة لديها أجنحة عسكرية ومخازن للأسلحة داخل العاصمة، وبالتالي يستطيعون القيام بهذا الأمر بداعي إثارة الفوضى وإلقاء اللوم على جهة معينة، وما حدث نتيجة طبيعية جدا لهيمنة أحزاب الإسلام السياسي وتفردها في السلطة وتجاوزها على القانون".
