قال المحلل السياسي مدير الإرتكاز الإعلامي سالم زهران في حديث خاص لـ"سبوتنيك": "إن السيد نصر الله في إطار الحرب النفسية المفتوحة مع إسرائيل، وهي حرب تضاهي الحرب العسكرية، أراد أن يقول للإسرائيليين أنه ينتظرهم الكثير من المفاجآت، وأن الإسرائيليين هم أكثر من فهم الرسائل المشفرة في خطاب نصر الله، والتي كانت عبارة عن المفاجآت فيها ليست جزءاً من البروتوكول الخطابي، بل كانت تحمل رسائل بالشيفرة على الأكيد أن الإسرائيلي يعرف فكها ويعلم أنها في غاية الجدية".
وأكد زهران أنها ليست المرة الأولى التي تكون فيها الإدارة الأمريكية إلى جانب إسرائيل، بل إن حزب الله يعتقد منذ تأسيس إسرائيل كانت أمريكا إلى جانبها، وليس جديداً أيضاً موقف حزب الله التحذيري دوماً لإسرائيل من مغبة أي عدوان، وبالتالي كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله الأخير قد سبق وقاله خلال الإدارة الأمريكية السابقة والأسبق وسيقوله دوماً في أي إدارة أمريكية أخرى.
وأضاف:" نعم يبدو أن هناك إشارات في الأفق عن نية ما لدى العدو الإسرائيلي لأن يدخل في المعارك وفي النار الملتهبة بعد أن فشلت المجموعات التكفيرية الإرهابية في تحقيق أهداف العدو الإسرائيلي، وباعتقادي إن رسالة "حزب الله" جاءت بصفة العاجل المكرر، عاجلة لأن هناك إشارات عدوانية، لكنها مكررة لأنها ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يتوجه فيها قيادة "حزب الله" بمثل هذا الإنذار إلى العدو الإسرائيلي".
وأكد زهران أن خطاب نصر الله كان واضحاً بأنه إذا اعتدت إسرائيل علينا سوف نرد عليها وبالتالي لا قيمة لتصريح وزير الاستخبارات الإسرائيلي الذي قال فيه "سنضرب البنى التحتية اللبنانية في حال استهدف حزب الله إسرائيل"، لأن نصر الله كان واضحاً أنه لن يضرب البنى التحتية الإسرائيلية إلا كرد فعل وليس فعلا.
وتابع: "حزب الله لطالما قاتل في العالم وحيداً، وكان دائماً يخرج منتصر، اليوم بعد أن أصبح لديه صديق هي القيادة الروسية، وقد عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل لقاء رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال بتصريح علني إن "حزب الله" ساهم في قتال الإرهاب، وإن "حزب الله" له دور أساسي في مكافحة الإرهاب والمجموعات الإرهابية، وبرأيي هذا التصريح كان رسالة إلى الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، وبرأيي فإن "حزب الله" لم يعد وحيداً في العالم فلديه صديق أساسي وقوي وهو الجانب الروسي الذي يقاتل معه جنباً إلى جنب في سوريا".
وأشار زهران أنه لا يستطيع أحد أن يتوقع ما الذي سيحصل، لكن وحتى الساعة فإن الإسرائيلي يمارس حرباً نفسية على اللبنانيين وهو يشعر بالانزعاج بعد التفاهم السياسي وبعد مؤشرات البحبوحة التي بدأت تلوح في الأفق، وتابع: "ربما يريد الإسرائيلي أن يرهب اللبنانيين كعادته…وهذه الحرب هي حرب نفسية بامتياز".
