اشتهر بوستة بلقب "الحكيم الصامت"، وذلك لما عرف عنه من صبر وبعد رؤية التي كان يتميّز بها في حياته، كما لقب بـ"الزعيم الصامت"، نظراً لقلة تصريحاته الإعلامية، خاصة بعد أن انسحب من المشهد السياسي.
وفي أول تصريح له على وفاة الزعيم الاستقلالي التاريخي، أمحمد بوستة، قال عبد الإله بنكيران المكلف بتشكيل الحكومة في المغرب، على هامش مشاركته صباح اليوم السبت في الدورة العادية لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بمعمورة، نشره موقع "فبراير"، أن "معرفته به قديمة جدًا وهو من علامات المغرب وزعمائه الأفداد"، مشيرا إلى أن الراحل "خلف سجلًا حافلًا من النضال المتواصل إلى نهاية عمره".
ولد بوستة سنة 1925، بمدينة مراكش، حيث اشتهر بروح الفكاهة التي عرف بها سكان هذه المدينة الجنوبية، التي درس فيها المرحلة الابتدائية والثانوية، ليكمل بعدها دراسته الجامعية في جامعة السوربون الفرنسية في تخصص القانون والفلسفة.
عمل بوستة كوكيل في الشؤون الخارجية في حكومة أحمد بلفريج عام 1958، ووزيراً للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري عام 1961، وتولى منصب وزير الخارجية في حكومة أحمد عصمان، لكنه قدم اسقالته منها عام 1963 برفقة الزعيم علال الفاسي.
وتسلم بوستة خلال سنة 2003، من الملك محمد السادس وسام العرش، وحصل يوم 16 فبراير/ شباط 2012، على وسام "نجمة القدس" من السلطة الفلسطينية، تقديراً لدوره في نصرة القضية الفلسطينية.
وظل بوستة بعيداً عن أضواء السياسة وانشغالات حزب الاستقلال، لكنه كان مرجعاً لعدد من القيادات داخل حزبه، حيث يتم اللجوء إليه للتحكيم في الخلافات الطارئة، كما أنه لعب دوراً كبيراً في المصالحة داخل "الاستقلال" بين قيادته وتيار "بلا هوادة" الذي أعلن رفضه قرارات حميد شباط.