وتأتي زيارة العبادي هذه بعد زيارتين قاما بها كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين بن طلال وولي ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وعن هذه الزيارة تقول عضوة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي الدكتورة أقبال الماذي لوكالة "سبوتنيك" " إن زيارة السيد العبادي إلى واشنطن هي نتيجة لترأس ترامب الولايات المتحدة، باعتبار أن هناك تحالف استراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، والآن يخوض العراق معركة ضد تنظيم "داعش" والولايات المتحدة جزء من التحالف الدولي بالحرب مع التنظيم، ويحمل السيد العبادي ملفات عديدة إلى واشنطن، أهمها تعزيز التعاون الدبلوماسي والسياسي مع واشنطن والملف الثاني يتمثل بإيجاد تأييد دولي بمساعدة العراق في مواجهة الإرهاب. الجمهوريون يختلفون بالعمل عن الديمقراطيين، على الرغم من أن الاستراتيجية الأمريكية واحدة، لكن التجربة مع الديمقراطيين أوجدت "داعش" وترك هذا الموضوع آثار سيئة على الصعيد العالمي، و بمجيء ترامب فإن سياسته لازالت غامضة، لكن بقيامه برفع العراق من قائمة الدول المحظورة في زيارة الولايات المتحدة، أعتقد أن سياسته ستتضح في الأيام المقبلة، وأعتقد أن الأمور ستكون في الجانب الإيجابي في المراحل القادمة".
وأضافت الماذي "الآن توجد تحالفات دولية قامت بعد التحالف الإيراني الروسي في ملف سوريا، وأمريكا تحركت باتجاه أن يكون هناك تحالف مغاير لهذا التحالف، وحسب وجه نظري، فإن مجيء وزير الخارجية السعودي إلى بغداد كانت هذه أول بوادره، وذهاب السيد العبادي إلى واشنطن، اعتقد سيكون هناك تحالف جديد في الشرق الأوسط برعاية أمريكية مغاير للتحالف السوري الروسي الإيراني".
من جانبه يقول المختص في القانون الدولي الدكتور على التميمي لوكالة "سبوتنيك" " هناك جملة من الأمور سيتم بحثها في زيارة العبادي إلى واشنطن، أولها محاربة الإرهاب في العراق والمنطقة عموما باعتبار أن المنطقة مترابطة ببعضها البعض، خصوصا مع قرب انتهاء الحرب ضد الإرهاب في العراق وأيضا في سوريا، وثانيها فيما يخص إعادة إعمار المدن المتضررة في العراق، وبريطانيا أعلنت استعدادها لمساعدة العراق، وثالثها التغيرات في المنطقة بعد "داعش" وخصوصا ترامب أعلن عن جملة من النقاط بأنه سيقوم بإجراء تغييرات في المنطقة فيما يخص النفط والاقتصاد والتعامل، ولهذا السبب اعتقد سيكون هناك تفاهم وحديث عن العلاقات العراقية مع السعودية ودول الجوار
وأضاف التميمي "إن زيارتي العاهل الأردني وولي ولي العهد السعودي إلى واشنطن ومن ثم العبادي هي لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، خصوصا مع وجود تحركات عبر المؤتمرات التي عقدت في جنيف وتركيا والأردن كل هذه دلالات واضحة على أنه سنكون أمام خيارات، خاصة بإقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها والإقليم السني والموصل كل هذه الأمور ستكون مهمة، ولا يمكن أن يكون هناك استباب دون مفاوضات وحل المشاكل بين دول الجوار، ولهذا ربما الولايات المتحدة تحرص على تقريب وجهات النظر بين العراق وبين السعودية وأيضا مع إيران وتركيا، ولهذا سنشهد أيضا تقاطعات كبيرة بعد الموصل إذ ستبدأ الحلول السياسية أو المفاجآت السياسية في هذه المنطق".