وعبر عشقي عن اعتقاده بأن اللقاء الأخير بواشنطن هو استكمال لما تم مناقشته في بغداد.
وتابع عشقي، في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أنه "بعد زيارة وزير الخارجية السعودي للعراق، جاء وفد عراقي إلى الرياض وتفاوض مع المملكة وفتحت الممرات البرية والجوية بين البلدين، وبدأت بغداد تعمل مع أشقائها في الوطن العربي من أجل إعادة التلاحم الوطني في داخل العراق والقضاء على الإرهاب".
وأضاف عشقي، أن الولايات المتحدة تتولى حاليا تقوية الجيش العراقي من أجل القضاء على الميليشيات المسلحة التي ظهرت بسبب ضعف قبضة الجيش العراقي، وأن الولايات المتحدة رصدت 3 مليار دولار لقواتها المتواجدة بالعراق لتقوية الجيش وإعادة البناء.
ولفت عشقي، إلى أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج سوف يساهمون في "إعادة بناء العراق الذي دُمر سياسياً وعسكرياً، وتلك اللقاءات تهدف إلى تنسيق الجهود لخدمة الشعب العراقي والسياسة العراقية ما بعد "داعش"".
وعن مستقبل العلاقات قال عشقي إن "الفترة الحالية وفي ظل حكومة العبادي تتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية الاجتماعية، ولكن لا نعلم ما الذي سيحدث العام القادم بعد إجراء الانتخابات بالعراق، وهذا البناء يتم وفقا لتنسيق دولي وإقليمي".
وعلى الجانب الآخر، قال اللواء أحمد الشريفي، الخبير الاستراتيجي العراقي، أن اللقاءات بين الرياض وبغداد، تسير في طريق جديد إذا ما حصل تغيير في النموذج السياسي بالعراق.
وأضاف الشريفي، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن النموذج السياسي المعمول به في العراق "غير قادر على قراءة المعطيات السياسية في الداخل، والتغيرات والتوازنات الإقليمية بشكل دقيق، وبالتالي لم يستطع أن يحقق نوعا من التوافق في إدارة الأزمة إقليمياً أو دولياً بل حتى فشل على المستوى المحلي".
وأشار الشريفي، إلى أن هناك "توجهات إقليمية أو دولية، بحسب حالة التوازن التي تجرى بموجبها تسويات إقليمية ومحلية ودولية، وهذه تحتاج إلى نموذج سياسي في بغداد قادر على قراءة تلك المتغيرات قراءة دقيقة، وترجمتها إلى مصالح عليا للبلاد، ورسم استراتيجية جديدة في العلاقات الدولية تختلف عما هو سائد، وعدم تكامل المنظومة السياسية سيحدث نوعاً من الاضطراب في العلاقات الإقليمية والدولية".
وتابع الشريفي" إننا لا نستطيع المراهنة على علاقات واعدة إقليميا أو دوليا مالم نحدث تغييرا جذريا في النموذج السياسي وليس المشروع السياسي، وإذا كان المتغير القادم إيجابيا فإننا سنعبر مرحلة تصدع العلاقة بين المحيط الإقليمي والدولي.
