تنظيم "داعش" الآن على بعد أقل من 2 كم من جب الجراح والجبهة الممتدة من أم جامع إلى أبوخشبة وتل الورد والمسعودية وأبو العلايا وجبال الشومرية وتلول الهوى.
الجبهة بدت، اليوم، الأكثر هدوءا في سوريا، إلا أن أحد القادة الميدانيين قال لمراسل "سبوتنيك"، إنها "بالعادة تشتعل ليلا…أغلب تحركات مسلحي "داعش" تكون في الليل، أما في أوقات النهار هم يقومون برمي الهاون والصواريخ على المناطق المكتظة بالسكان لتهجير الأهالي".
القائد الميداني أشار إلى أن "داعش" يحتل المنطقة التي تبدأ من رجم القصر والمشيرفة القبلية وأم صهريج والفاو وعنق الهوى ورحوم ومسعدة وخطاب وحتى بلدة عقيربات بريف حماة.
وعن طبيعة المعارك التي تشهدها هذه الجبهة، قال القائد الميداني إن "داعش يستخدم على كامل القطاع جميع صنوف السلاح الثقيل والخفيف كالدبابات والصواريخ والمدفعية ما عدا الطيران".
وأضاف أن "الجهد الرئيسي لمسلحي داعش يتركز على جب الجراح والمسعودية وأم صهريج كون السيطرة عليها تؤدي إلى قطع الطريق عن المنطقة بشكل كامل وبالتالي يمنعون وصول الإمداد".
وقال: "لدينا مقر قيادة يتنصت على محادثات مسلحي "داعش" يخبرونا عن محاولات هجمات "داعش" وتحركاتهم…يوجد بينهم أفغان وشيشان وعرب وأجانب وبينهم عدد قليل من السوريين، ولولا وجود حاضنة لهم في المنطقة لما استطاعوا البقاء فيها".
وتحدث القائد الميداني عن آخر المعارك التي شهدتها جبهة جب الجراح، حيث قال "منذ حوالي شهرين شن مسلحو داعش هجوما على قرية المسعودية حيث بدأ الهجوم في الساعة الخامسة والنصف من مساء 22 يناير/كانون الثاني، واستمر إلى اليوم التالي، والهجوم كان لأول مرة على كامل الجبهة، عندها قام الجيش بترحيل الأهالي من المنطقة إلى منطقة أكثر أمنا والضغط الأكبر كان على جب الجراح وتلول الهوى والمسعودية، والهدف الرئيسي للهجوم كان السيطرة على المسعودية كونها المنطقة الأكثر حبوية في هذه الجبهة، وبمجرد السيطرة عليها سيفصلون المخرج الغربي عن القطاع الشمالي الشرقي، واستطاعوا السيطرة على إحدى النقاط التابعة للجيش".
وأضاف، "ألقينا القبض على أحد المسلحين المشاركين في ذلك الهجوم وهو من سكان المنطقة، وقال لنا إنهم كانوا سيشنون الهجوم عبر موجات، حيث ضمت الموجة الأولى 15 مسلحا هاجموا النقطة المتقدمة للجيش السوري، وكانت الموجة الثانية مستعدة للهجوم بعد السيطرة على نقطة الجيش، وكان قوام الموجة الثانية حوالي 200 مسلحا ولكنهم فشلوا في الهجوم".
وأوضح أنه "عادة يدفعون بالمسلحين السوريين لتنفيذ الهجوم الأول، وفي حال نجحوا يتقدم المسلحون الأجانب".
وذكر القائد الميداني أن "جب الجراح كانت مدينة مفعمة بالحياة وشبه سوق تجاري للمنطقة بأكملها، ولكن بعد اقتراب "داعش" من المنطقة والقصف المتكرر لها بالصواريخ والهاون ووقوع ضحايا بين المدنيين، هجر الأهالي المنطقة إلى مناطق أكثر أمنا".
