ريف حلب — سبوتنيك
الطريق ذاته مر عليه مسلحو الوعر وعائلاتهم الذين خرجوا، قبل يومين، من حي الوعر بحمص باتجاه جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، بمرافقة الشرطة العسكرية الروسية التي ينتظر عدد من عناصرها المنتشرين في المنطقة عودة الحافلات إلى تادف لتأمين وصولها بمن فيها من موظفي الهلال الأحمر إلى حمص بشكل آمن.
لدى الوصول إلى ساحة تادف بالقرب من جامع عمر بن الخطاب، يظهر صليب كبير وسلم مؤد إليه، حيث قال أحد القادة الميدانيين لمراسل "سبوتنيك"، إن "مسلحي داعش كانوا يذبحون ضحاياهم في الساحة أمام الأطفال وكانوا يصلبون جثة الضحية لمدة 3 أيام ويضعون الرأس بين القدمين".
بالقرب من الصليب تبدو شاشة عرض سينمائية سقطت على الأرض نتيجة المعركة، ويقول القائد الميداني إن "هذه الشاشة كانت تبث مشاهدا للذبح وقطع الرؤوس على مدار الساعة لترهيب الأهالي".
وفي السادس والعشرين من شباط/فبراير الماضي، استعاد الجيش السوري تادف من دون قتال نتيجة اتفاق روسي تركي، إلا ان الجيش خاض معارك عنيفة قبيل السيطرة على تادف استعاد خلالها عشرات القرى المحيطة.
جزء من مدينة تادف بناء على الاتفاق هو عبارة عن منطقة عازلة لا يقترب منها لا الجيش السوري ولا الأتراك، يصل اتساعها في تادف إلى أقل من مئة متر في حين يتراوح اتساعها في ريفي حلب الشمالي الشرقي والشرقي بين 500 متر إلى 2 كم.
ويقول القائد الميداني، "أطلق الأتراك نارا كثيفة في الهواء على الجيش السوري لحظة دخوله إلى تادف بحجة أننا تجاوزنا خط الهدنة ونحن لم نرد على إطلاق النار".
ويضيف لقد "فجرنا أنفاقا كثيرة حفرتها داعش بين الباب وتادف".
على بعد أقل من 100 متر من تادف يظهر العلم التركي، على أحد الأبنية داخل مدينة الباب…ويقول القائد الميداني "لولا الاتفاق الروسي — التركي كان الجيش السوري سيطر على مدينة الباب".
الجيش السوري بحسب القائد الميداني، صادر عدة وثائق تابعة لتنظيم "داعش"، إضافة إلى عثوره على عربة "بي إم في" مدمرة ومنصات إطلاق قذائف مورتر وعشرات القذائف المحلية الصنع.
المنطقة التي تمتلك أراض خصبة شاسعة مزروعة بالقمح والحبوب، أعاد لها الاتفاق الروسي التركي هدوءا حذرا قد ينفجر في أي لحظة.