تضم أيضاً قائمة الاتهام في القضية إرهابيين ضمن أعضاء التنظيم، بأسماء "أبو مرام"، "أبو دجانة"، "القعقاع" و"أبو العباس"، وتتهمهم المحكمة بالانضمام لتنظيم إرهابي ناشط بالخارج، وكذا الترويج للأفعال التخريبية وتشجيعها، وحيازة سلاح.
القضية تعود لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عندما تقدم شخص لسلطات الأمن بالعاصمة الجزائرية يخطرهم بغياب زوجته، ومن خلال التحريات تبين أنها غادرت الجزائر باتجاه تركيا، ومنها التحقت بتنظيم "داعش" في سوريا، مخلفة بذلك زوجها وأطفالها، ليتضح أن هناك شبكة تعمل على التجنيد لصالح التنظيم الإرهابي، وذلك عبر نسج خلايا في معظم مدن الجزائر.
تابعت الجهات الأمنية الجزائرية حساباتهم على مواقع التواصل، تم اكتشاف باقي العناصر الذين كانوا على تواصل معهم، ومن بينهم صاحب مكتبة من مدينة "بجاية" شرق العاصمة، حسابه على الفيس بوك بعنوان "أبو أسامة البجائي"، بخلاف العديد من القصص التي كشفتها التحقيقات، حول استمالة سيدات وفتيات للانضمام للتنظيم، ضمن خطط الترفيه عن المقاتلين في مجموعات جهاد النكاح.
من جهته، اعتبر أسامة إفراح، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية بجامعة الجزائر، في تصريح لـ"سبوتنيك"، بأن "ما يعرف بــ"جهاد النكاح"، لم يرق إلى مستويات عالية بالجزائر، تجعل منه ظاهرة أو قضية رأي عام، خاصة وأن الحالات الموجودة هي منعزلة ولا يمكن مقارنتها بالنسب المرتفعة التي نجدها في دول أخرى عربية كانت أو غربية.
ويلاحظ أسامة إفراح أن الإرهابيين الذين حيّدهم الجيش الجزائري في السنوات الأخيرة كانوا بمفردهم وليس برفقة عائلات، على عكس ما شهدته تسعينيات القرن الماضي.
وأضاف إفراح "يبقى تجنيد التنظيمات الإرهابية لعناصر جديدة، وخاصة النساء في حالة (جهاد النكاح)، ظاهرة وجب مواجهتها والقضاء عليها، خاصة وأن الطرق المستعملة في التجنيد اختلفت عمّا كانت عليه في السابق، وباتت تستعمل تكنولوجيات الاتصال الحديثة، ما يعني أن الرسالة الاتصالية الموظفة في نشر التطرف واستقطاب مجنّدين محتملين صارت أسهل وأوسع وأقلّ تكلفة وأكثر مباشرة، بحيث تخاطب الأشخاص المستهدفين، وهم شباب ومراهقون في أغلب الأحيان، بمعزل عن رقابة الأسرة".
وعن دور وسائل الإعلام في تطويق الإرهابيين، قال إفراح "إنها قد تلعب في كثير من الأحيان دور (مكبّرات الصوت) للعمليات الإرهابية، ما من شأنه المساهمة في الترويج لها للأسف. من جهة أخرى، فإن تجنيد الإرهاب لعناصر جديدة ليس نتاج عملية اتصالية فحسب، بل يخضع للكثير من العوامل الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الدينية، والتركيز على عامل دون الآخر قد يؤثر سلبا على فهم هذه الظاهرة ومواجهتها".