الغزل السياسي يتصاعد بين العراق والمملكة السعودية

© AFP 2023 / DOMINICK REUTERرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
أعرب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن أمله في إعادة العلاقات مع السعودية وباقي الدول العربية إلى سابق عهدها، وقال "هناك انطباع لدى السعودية بأن العراق يتبع إيران، وهناك انطباع لدى عامة الشعب العراقي بأن السعودية تدعم الإرهاب، والانطباعان خاطئان".

جاء ذلك في حوار خاص أجرته قناة "الحرة" مع رئيس الوزراء العراقي، مضيفا فيه، إن الصراع الإقليمي في المنطقة "أدى إلى ظهور داعش"، وأضاف أن العراقيين دفعوا ثمناً غالياً من التضحيات لإخراج مقاتلي التنظيم من البلاد.

وفي هذا الصدد يقول الباحث والمختص في القانون الدولي الدكتور علي التميمي لوكالة "سبوتنيك" " إن العلاقات بطبيعة الحال تقوم على أساس المصالح المتبادلة، والعلاقة بين العراق والمملكة السعودية ودول الخليج هي مهمة جدا، خصوصا بعد مرحلة الانتصار على "داعش"، فالعراق يحتاج إلى أن يكون دولة محورية لها تأثير في السياسة العالمية، حيث يسمى العراق ببلد الجهات الأربع، ويحتاج العراق توثيق علاقاته ليس بالمملكة السعودية فقط، وإنما بجميع دول الجوار من أجل أن يؤمن أمنه الداخلي وفي سبيل أن لا يسمح بدخول إرهاب أو جرائم من خلال هذه الدول".

وأضاف التميمي "العراق يحتاج إلى إقامة اتفاقيات مع هذه الدول بمسائل تتعلق بالمياه والخلافات الحدودية، بالإضافة إلى نقطة مهمة تتعلق بترتيب البيت العراقي من الداخل عبر إعادة الإعمار ومشكلة النازحين وحل مشكلة النفط وغيرها، ومن يساعده في ذلك هي دول الجوار، وهناك خط للغاز العراقي يمر عبر السعودية وهو ممكن أن يكون بوابة العلاقات العراقية السعودية، والأخيرة لها ثقل كبير في المنطقة، ذلك أنها هي من يرفع علم دول مجلس التعاون الخليجي. كما من الممكن أن تشارك السعودية في الاستثمار في العراق، وبذلك يكون العراق قد حل المشاكل مع السعودية لضمان أمنه الداخلي، فيوجد نفس كبير من جميع الأطراف وخصوصا المكون السني في تأييد العبادي في خطواته تجاه إقامة العلاقات مع السعودية".

علم السعودية - سبوتنيك عربي
خطوات سعودية جديدة تجاه تمتين العلاقات مع العراق

من جانبه يقول هادي جلو مرعي، رئيس مركز القرار السياسي العراقي في حديث لوكالة "سبوتنيك" " إن ترامب يفرض اليوم استراتيجية جديدة ومغايرة تماما لاستراتيجية سلفه أوباما، وهذا واضحا في البيان الذي صدر من دول الخليج، حيث لم يكن هذاالبيان متشددا تجاه العراق، حتى وإن حمل نقدا واضحا للسياسة العراقية ولبعض الشخصيات ورفض تصريحات العراق بخصوص البحرين، ولكنه مع كل ذلك كان يتضمن نوع من الغزل الداخلي، و العبادي لديه رؤية مستقبلية للعراق يشير بها للتغيرات في السياسة الإقليمية والأمريكية، فالعبادي مطالب بأن يكون الثغرة التي تنفذ منها الولايات المتحدة إلى العراق مرة ثانية بعد انسحابها في عهد أوباما، وكذلك العبادي مطالب بأن يواجه القوى التي ترى الولايات المتحدة الأمريكية فيها هاجسا مقلقا وفي مقدمة هذه القوى "الحشد الشعبي" الذي يتكون من أكثر من مئة ألف مقاتل شيعي متهم بالولاء إلى إيران، والتي تشكل الهاجس الأول لدول الخليج الحليفة لواشنطن، والتي تمارس بدورها ضغطا على الإدارة الأمريكية من أجل تشديد الخناق على طهران ودفعها للتراجع وترك العراق، وقد بدأت معالم ذلك من خلال الاستقبال الحافل للعبادي في البيت الأبيض".

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала