ويأتي قرار مجلس كركوك عقب قرار مجلس النواب العراقي الذي قضى برفع العلم العراقي فقط في محافظة كركوك، وإنزال علم إقليم كردستان وعدم التصرف بنفط المحافظة معتبرا أن نفط كركوك من ثروات الشعب العراقي ويوزع على جميع المحافظات.
ودخلت كل من إيران وتركيا على خط الأزمة المتصاعدة بين بغداد وأربيل، حيث أكد رئيس الوزراء التركي لنظيره العراقي رفض بلاده قرار مجلس محافظة كركوك، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية رفع أي علم غير العلم العراقي في محافظة كركوك عملاً يتعارض مع الدستور ومثيراً للتوتر، مؤكدةً دعم طهران لوحدة الأراضي والسيادة الوطنية العراقية.
وبهذا الخصوص يقول النائب في البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني زانا سعيد لوكالة "سبوتنيك" " بلا شك أن محافظة كركوك تشكو من مسألة عدم حسم موضوعها منذ عام 2003 عندما كان هناك مجلس الحكم، حيث كان هناك قرار ينص على ضرورة إجراء الاستفتاء فيها، وكذلك تم إهمال تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، والتي كان من المؤمل تنفيذها في عام 2007 ، ولكن تلكأت الحكومة الاتحادية في القيام بمهامها الدستورية، ولذلك لم يبق أمام مجلس محافظة كركوك إلا أن يمارس مهامه القانونية، وهو في ذلك خاضع لأمر سلطة الائتلاف رقم 71 الصادر عام 2004 وغير خاضع لقانون رقم 21 لسنة 2008 الخاص بمجالس المحافظات بسبب عدم إجراء الانتخابات في المحافظة، لذا فإن مجلس محافظة كركوك وهو الممثل الشرعي لأهالي كركوك تحرك جديا لحل الموضوع، والقرار جاء للمطالبة بإجراء الاستفتاء، وهذا الحق بالمطالبة هو حق للجميع، وعلى الحكومة الاتحادية الاستجابة لهذه المطالبة كي لا تبقى كركوك منطقة متنازع عليها إلا ما لا نهاية".
من جانبه يقول ماجد عزام رئيس تحرير نشرة "المشهد التركي" لوكالة "سبوتنيك" "يفترض أن حاكم كركوك قريب من الحكومة الاتحادية، وهذه الأخيرة دائما مواقفها ضعيفة من القضايا المركزية، ويفترض وبحكم الدستور العراقي أن تحل قضية كركوك بتوافق وطني، وهو غير موجود، وواضح أن هناك تحريض إقليمي على خطوة رفع علم إقليم كردستان في كركوك، وستقول تركيا للعراقيين بأنه يجب عليكم التوافق والالتزام بالدستور، وضم كركوك إلى الإقليم الكردي سوف يؤدي إلى كسر التوازنات ويؤدي إلى خلط الأوراق والفوضى والتدهور الأمني في العراق، لذا
وأضاف عزام "الموقف الأمريكي ملتبس في هذا الموضوع، على الرغم من أن جو بايدن كانت له خطة واضحة في تقسيم العراق، والإدارة الأمريكية الجديدة ليس لها مواقف واضحة في العديد من الأمور، لكن فكرة تقسيم العراق كما فكرة تقسيم العديد من الدول العربية موجودة لدى كل الدول الغربية، وإيران إذا كانت رافضة للتقسيم فهي معنية بزيادة التوترات وخلق حرب كردية — كردية، وتركيا هي الرئة التي يتنفس من خلالها إقليم كردستان، وهي شريك لكردستان، لكن خطوة ضم كركوك لإقليم كردستان هي خطوة غير متفق عليها مع تركيا، وحتى استقلال إقليم كردستان هو غير مرتبط حصرا بقضية التصويت عليه في الإقليم، وإنما أعقد من ذلك، ولتركيا مواقف واضحة بهذا الشأن".