وحصلت مراسلتنا في العراق، من المؤرخ الموصلي الكبير، الموثق في عين الموصل، على خارطة لمناطق أيمن الموصل، مركز نينوى، شمال العاصمة العراقية بغداد، وفي كل منطقة عدد ضحايا مدنيين محتجزين من قبل "داعش" لأجل الموت منذ منتصف عام 2014.
إليكم الخارطة:
بلغ عدد المدنيين الذين قتلهم طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب في مناطق الساحل الأيمن، خلال شهر آذار/مارس 2017، (694) بينهم 131 فردا، احتجزهم تنظيم "داعش" داخل ثلاثة منازل في الموصل الجديدة، وأحاطهم بمفخخة كبيرة تم قصفها من قبل التحالف — ما أدى إلى تدمير المنازل الثلاثة فوق رؤوس المحتجزين فيها.
وحدد المؤرخ الذي يتحفظ الكشف عن اسمه، بالدبوس الأخضر عدد المدنيين الضحايا من قصف التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب، أما المدنيين الذين قتلهم "داعش"، وضع له دبوسا أصفرا.
وتظهر الخارطة مقتل 36 مدنيا، إثر قصف خاطئ لطيران القوة الجوية العراقية، و113 مدنياً إثر قصف مدفعي وصاروخي لقوات الشرطة الاتحادية.
ويوجد من بين الضحايا نساء وأطفال، لم يتمكنوا الهرب من الساحل الأيمن، لاحتجازهم من قبل تنظيم "داعش" في المناطق القديمة التي يسقط الدار فيها إذا سقط آخر متلاصق معه وتتهالكن سوية كونها أثرية تعود إلى مئات السنين لاسيما في مناطق الساعة، والفاروق، والموصل الجديدة، وباب الطوب والزنجلي ومنطقة النبي جرجيس — حيث تركز فيها العدد الأكبر من الضحايا المدنيين.
واعترف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق، السبت الماضي 1 نيسان/أبريل الجاري، بمقتل ما لا يقل عن 396 مدنيا في سوريا والعراق في أعوام 2014 — 2017.
وقالت قيادة التحالف في بيان: "بحلول اليوم، وحسب البيانات عن الفترة من آب/أغسطس 2014 إلى شباط/فبراير 2017، نفذ التحالف 18600 غارة جوية. خلال هذه الفترة، بلغ إجمالي عدد الضحايا المحتملين بين المدنيين، 396 شخصا".
وأضاف البيان: "منذ بدء عملية تحرير الموصل في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016 وحتى تحرير الجزء الشرقي منها في 18 شباط/فبراير 2017، ورد 37 نبأ عن احتمال سقوط ضحايا بين المدنيين، 15 منها موثوق بها".
وقال وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، الثلاثاء 28 مارس/آذار الماضي، إن السلطات العراقية ستجري تحقيقاً في حادث قصف المباني المدنية في مدينة الموصل ومقتل عشرات الأشخاص فيها.
وأكد الأعرجي في جلسة مساءلة أمام مجلس النواب العراقي أنه سيتم محاسبة من تسبب في هذه الحادثة، مشيرا إلى أن هدف القوات العراقية هو الحفاظ على أرواح المدنيين.
وأضاف الأعرجي، أن "معارك الموصل من أصعب المعارك بسبب وجود المدنيين في المناطق [التي تشهد معارك]".
وأشار وزير الداخلية العراقي إلى أن السلطات العراقية تعمل على توفير المناطق الآمنة للنازحين.
واستطاعت القوات العراقية أن تحرر أجزاء واسعة من محيط نينوى والساحل الأيسر لمركزها، من سيطرة تنظيم "داعش"، في معركة بدأت يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وتواصل تقدمها حتى الآن، في الساحل الأيمن منذ 19 فبراير/شباط الماضي.