يأتي ذلك في الوقت الذي اتفقت فيه الأحزاب الكردية على إجراء الاستفتاء الخاص بالاستقلال في جميع مناطق الإقليم، واقترنت هذه الخطوة بتحركات دبلوماسية لإقناع الدول بالموافقة على المشروع الكردي في إنشاء دولة كردستان.
عن هذا الموضوع يقول النائب في البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني زانا سعيد لوكالة "سبوتنيك" "العمل على استقلال كردستان يحتاج إلى جهود دبلوماسية داخلية وخارجية كبيرة، وهذا الحلم الكردستاني غير مخفي على أحد، وأعتقد، ومن الناحية الموضوعية الوقت مناسب لهذا العمل، لأن هناك تحولات كبيرة وهناك قوى دخلت على منطقتنا ونحن على وشك الخلاص منها، وأقصد بها تنظيم "داعش"، ولابد من إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة وهي فرصة لشعب إقليم كردستان في المطالبة بالاستقلال وضمان حقوقه المستقبلية وتجنب الخوف مما قد يحصل مستقبلا، أما من الناحية الداخلية أو الذاتية للإقليم الكردستاني، فالظرف الداخلي في الإقليم يعيش أسوأ حالاته بسبب تعطيل برلمان إقليم كردستان والخلافات العميقة بين الأحزاب السياسية إضافة إلى التدهور الاقتصادي، وقد يكون ذلك المعرقل الأساسي لعملية الاستقلال".
وأضاف سعيد "نحن نعتبر إعادة ترتيب البيت الداخلي لإقليم كردستان من أكبر مقومات قيام الدولة الكردستانية، ونضع في ذلك اللوم على الحزب الديمقراطي الكردستاني، لأنه لا يقوم بما ينبغي القيام به من أجل إقليم كردستان، فهو من ناحية يدعي أنه يسعى لاستقلال كردستان، ولكنه من الناحية العملية يقوم بهدم الأساس الذي تقوم عليه دولة إقليم كردستان المتمثل بوحدة الصف للشعب الكردستاني".
من جانب اَخر يقول المختص في القانون الدولي العام الدكتور علي التميمي لوكالة "سبوتنيك":
"إن مسألة الاستقلال وفقا للقانون الدولي تحتاج إلى جملة من الأمور، منها الأرض والشعب والسيادة، إضافة إلى الموافقات الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة، وكذلك يتطلب توافر أمور أخرى تتعلق بالاقتصاد وحقوق الإنسان، ولو تحدثنا عن إقليم كردستان فهو يحتاج أيضا إلى أمور داخلية تتعلق بالعراق، حيث يحتاج إلى موافقة الحكومة العراقية على الاستقلال، وكذلك يحتاج إلى موافقات إقليمية يأتي في مقدمتها تركيا وإيران والسعودية، وكذلك موافقة دولية من الدول العظمى لضمان التصويت في الأمم المتحدة، ولغرض موافقة الأخيرة على الاستقلال يجب أن يكون هناك استفتاء يجري بإشراف الأمم المتحدة، وبعد أن يحصل الاستفتاء على الأغلبية يرفع إلى مجلس الأمن ومن ثم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإذا حصل التصويت بالإيجاب عند ذلك يمكن أن تعلن كدولة بصدور قرار من مجلس الأمن، كما حصل في استقلال جنوب السودان".
وأضاف التميمي "هناك قرارات لمجلس الأمن الدولي تؤكد على وحدة العراق، كما أن الدستور العراقي ينص على وحدة العراق، كذلك الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة ايضا تنص على موضوع وحدة العراق، والدول العظمى دائما ما تبحث عن مصالحها، وهذه المصالح يمكن أن تؤثر سلبا أو إيجابا على موضوع استقلال الإقليم".