وتابع شعيب، في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، 7مايو/أيار2017، أن تلك الآليات والأدوات غالبا ما تحقق أهداف التنظيمات الإرهابية المسلحة، وتحقيق تلك الأهداف يرتب فيما بعد لتحقيق سياسات كبيرة يبني عليها التنظيم أهدافه على مستوى المجتمع والدولة والعالم.
وأشار شعيب إلى أن التفخيخ والانتحاريين هم أهم وأخطر أسلحة تلك التنظيمات، والتي تعجز في الكثير من الأحيان أعتى الأجهزة الأمنية في رصدها وبالتالي منعها كلياً، وأبرز الأمثلة، "ما يستخدمه "داعش" من مفخخات قبل بداية المعارك لإشغال الجيش السوري أو الجيش العراقي، حيث يقوم بعد عمليات التفجير بعمليات ارتدادية، غالباً ما تحدث شرخاً هنا أو هناك أو تقدم للتنظيم كما حدث في تدمر".
وأضاف شعيب، أن "تلك العمليات اللاإنسانية تهدف لبث الرعب في نفوس العسكريين والمدنيين، إذ يعتمد "داعش" على فكرة التوحش قبل تحقيق الهدف أو الوصول للغاية، ويكون هذا أمام الناس أو إعلان صور القتل أو الحرق أو الإغراق أو الخنق، وتلك الأفعال الوحشية التي يتم إرتكابها بشكل همجي، أعتقد أنها جزء من السياسة المبنية على استخبارات دولية، وأعتقد أن "داعش" لا يعمل من فراغ وإنما من خلال أجهزة استخباراتية دولية وعلى رأسها الـCIA، لترسل رسائل للعالم بأن الجيش الأمريكي والمارينز قوة لا تقهر".
وأكد شعيب، أن "تلك التنظيمات باتت تخيف وتشكل ضربة قوية بالصدمة، لذلك نجد الجيش العربي السوري وحتى القوات الحليفة لدمشق، كالقوات الروسية والإيرانية واجهت "داعش" بصلابة دون خوف، وأعتقد أن معركتهم والتي تختص بتلك الجزئية قد فشلت رغم أن بعضها تحقق، وهذا ما جعل "داعش" يتراجع في معاركه العسكرية ونقاطه التي سيطر عليها".
وأشار شعيب، إلى أن تلك الأسلحة التي تستخدمها تلك التنظيمات أوجدت ثغرات أمنية أو تغلبت على التدقيقات الأمنية في أكثر المناطق تحصناً، حيث عجزت أكثر الدول قوة من الناحية الأمنية مثل الولايات المتحدة عن ضبط الأمن وكشف كل المسلحين والإرهابيين رغم الإجراءات الاحترازية الكبيرة.
واستطرد شعيب، أن ""داعش"، عندما جاء إلى سوريا والعراق، وصل بتسهيلات فائقة جداً، من قبل مطارات أوربا وأمريكا والخليج، وتلك المجموعات العنكبوتية متشابكة فيما بينها، ورغم ذلك ليس هناك تعارف بين المجموعات وبعضها فيما عدا القادة الميدانيين وليس الفعليين، وعندما يتم الكشف عن عنصر ما فإن هذا العنصرلا يشكل خطر على المجموعة ككل، وبالمقابل فإن العنصر قد يحقق هدف التنظيم دون أن يدرك العنصر نفسه أنه يحقق هدف تلك الأجهزة، وغايات سياسية لدول كبيرة، فمثلاً تحركات القاعدة في أفغانستان كانت بعلم أمريكا وكانت تطلق عليهم المجاهدين، قبل أن تغير الأسم في سبتمبر 2001، فكان بن لادن يتحرك بسهولة وفقاً للتسهيلات الأمريكية".
ولفت شعيب، إلى أن "كل هذا يشير إلى أن تلك المجموعات هى وسيلة ضغط من جانب دول كبرى على دول يراد منها مصالح بعينها "سياسية- اقتصادية- عسكرية"، وتلك المجموعات في سوريا أو الشيشان، براد منها الضغط على دمشق وموسكو وطهران".
واختتم شعيب بأن "هناك فصل متعمد بين عناصر تلك المجموعات، فالقيادات في الصف الأول يعرف بعضهم البعض ويدركون مع من يعملون، ولكن ليس بالضرورة عند الحديث عن عناصر انتحارية أن يعرف بعضهم البعض، والكثير يأتي من دول كثيرة في أوربا إلى سوريا، معتقدين أنهم ينصرون قضيتهم العقائدية".