وأشار إلى أن حادثة مقتل حجاج إيرانيين في تدافع للحجاج قبل عامين أعادت موضوع التدويل إلى الأضواء مرة أخرى، إلا أن الموضوع كان دائما محل نقاش ولكنه لم يكن محض اهتمام.
ولفت اللباد إلى أنه في هذا الصدد فإن طرح قطر الحالي بخصوص ملف الحج يؤلم السعودية ويزعجها لأن هذا الطرح يمس مشروعية السعودية المستمدة من الأراضي المقدسة، حتى وإن كانت الدعوات إلى إدارة مشتركة لمكة والمدينة غير متوقع نجاحها.
وتطرق الموقع إلى تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية أشير فيه مؤخرا إلى أن السعودية استخدمت حصص الحجاج وورقة المساعدات المالية للضغط على دول أفريقية ذات أغلبية مسلمة كي تقف إلى جانبها ضد قطر.
وحول هذه النقطة، اعتبر اللباد توظيف ملف الحجاج وحصص الحجيج سياسيا هو جزء من قوة السعودية الناعمة، وهذا أمر طبيعي أن تلجأ لهذه الأداة من أجل فرض هيمنتها في المنطقة، سواء في مواجهة إيران أو في مواجهة قطر.
وحول البديل، بين اللباد أن هذا الموضوع مرتبط بتوازن القوى في المنطقة، إدارة ملف الحج رهن موازين القوى في المنطقة، وهذا الملف ليس سياسيا فقط من الرياض، بل إن قطر تستخدمه أيضا سياسياً في الأزمة لأن الخوض فيه يزعج السعودية.
وعن توقعاته في حال استمرار هذا الملف أو تصعيده تدخل قوى خارجية، أكد اللباد أنه لا يتوقع تدخل أطراف دولية في هذا الملف. الموضوع سياسي بحت يلتحف بغطاء ديني، وأي تدخل أجنبي فيه سيعتبر مساسا بالشعائر الإسلامية والمقدسات الدينية.
وردا على سؤال حول توقعاته لهذا الملف بالذات قال: أتوقع أن تستمر إيران في مطلب تدويل ملف الحج لأنها تخوض صراعا ضاريا مع السعودية. أما قطر فلا تخوض مثل هذا الصراع لأنها لا تمتلك الموارد والنفوذ الذي تمتلكه إيران. قطر تخوض أزمة طارئة ومؤقتة مع السعودية وهي لجأت إلى هذا الملف لتخفيف الضغط السعودي الممارس عليها.