وصورت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، بدء أعمال تنظيف وإعادة ترميم وبناء الأسواق والمحلات التجارية المبنية بسقوف من مواد "الجينكو والحديد والشيلمان"، في سوق بغداد الجديدة الذي يعود تاريخ تشييد عماراته إلى حكم الملك فيصل الثاني عام 1945.
تعرض سوق بغداد الجديدة الذي كانت فكرة بنائه أربعينيات القرن الماضي، على غرار مصر القديمة، إلى حريق عرضي نتيجة تماس كهربائي أسفر عن تفحم العشرات من المحال التجارية المتلاصقة والـ"جانبر" البسطات خلف جامع السامرائي، تحديدا ً خلف محال العطارين وحلويات أرز لبنان، وصولا ً إلى أفران كبيرة تحمل نفس أسم السوق.
ورصدنا عمل أصحاب المحلات المحترقة، في السوق "يقع شرقي العاصمة بغداد"، مع عمال البناء لإعادة الحياة مرة أخرى، ونقل المحروقات إلى أكوام القمامة بعيدا ً، للحاق بموسم البيع المزدهر المصادف هذه الأيام مع عيد الفطر، وقرب العام الدراسي الجديد وتبضع الأطفال مختلف أشكال القرطاسية والحقائب التي بدأت بالظهور وبرزت منها ملكة الثلج، ودورا، ولولو كاتي، وسبونج بوب، وحتى تلك التي عليها شعاري الفريقين الاسبانيين، ريال مدريد وبرشلونة المفضلة لدى الأولاد.
ومن المحلات التي نجت بأعجوبة من الحريق، كان "أقمشة الأمير" الشهير في السوق، وأخبرنا مالكه والذي نالت من رهبة النار وشحبت له وجهه، قائلا ً "الله ستر..ولا نعرف كيف نجونا من الحرق حتى!"، واستغرابه بسبب احتراق المحلين المقابل والملاصق له..ونجت أقمشته الفاخرة التي ينفرد ببيعها في المنطقة، وهي خاصة لفساتين الحفلات وتصاميم الأزياء.
وتمكنت فرق الإنقاذ من إخماد الحريق والسيطرة عليه، الجمعة الماضية، وسرعان ما عاد أصحاب المحلات إليها بعدما وقفوا على بعد مسافة منها بكوا على بضائعهم بملايين الدنانير وهي تتفحم أمام أعينهم عاجزين عن سحبها خارجا ً بسبب ضيق المسافة وازدحام المحال.