وأضاف الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الإيراني، أن ولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، ينتهج خلال الفترة الأخيرة منهج التوافق مع محيطه بالكامل، وهو أمر واضح من خلال حواره مع رجل الدين العراقي والسياسي الشاب مقتدى الصدر، بالإضافة إلى بدء خطوات جدية في جمع الشمل الخليجي والتوحد على دعم العراق، ما جعل الجميع لا يستبعدون محاولته فتح حوار مع إيران.
وتابع "الموقف كله يدعو للريبة، فالوزير العراقي ذهب إلى إيران والتقى نظيره وأكد له أن السعودية طلبت الوساطة العراقية، وبعد أيام قليلة تراجع عن ما قاله ونفى أن تكون المملكة طلبت أي وساطة من جانب العراق لتطبيع العلاقات مع طهران، وهو ما تزامن مع رد سعودي — شبه رسمي- على التصريحات ونفي المصدر رغبة السعودية في الوساطة، وهو أمر في مجمله يشير إلى أن طهران أبدت رفضاً للطلب السعودي".
ويوضح الدكتور إسماعيل نور الدين هذه النقطة بقوله "من الممكن أن يكون الرد الذي نقله الوزير الأعرجي، نقلاً عن نظيره الإيراني، غير مرضي بالنسبة للسعوديين، فاستبقت السعودية بإعلان عدم طلبها للوساطة العراقية، قبل أن تعلن إيران أنها رفضت أو وضعت شروط للتفاوض حول تطبيع العلاقات مع السعودية، وهو أمر غير مستبعد في ظل تباعد وجهات نظر البلدين حول كثير من قضايا المنطقة".
وكان وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، أعلن أنه أبلغ الجانب السعودي برأي الجانب الإيراني بأن الخطوة الأولى التي يمكنها أن تؤدي لتخفيف التوتر بين طهران والرياض، تتمثل في إبداء الرياض الاحترام إلى الحجاج الإيرانيين ومعاملتهم بأفضل نحو، وأن تسمح لهم بزيارة مقبرة البقيع.
وقال الوزير العراقي، إن الجانب السعودي وعد بتطبيق ذلك، وأكد أن البقيع مفتوحة الآن أمام الحجاج الإيرانيين، مشدداً على أن العراق يؤمن بضرورة وجود علاقات صداقة بين إيران والسعودية، لأنها تسهم في تعزيز أمن المنطقة.