وأكدت مصادر مواكبة لحركة الزيارات اللبنانية إلى السعودية، لـ"سبوتنيك":
المملكة العربية السعودية حريصة، لا سيما خلال هذه الفترة، على عدم إمساك "حزب الله" وحلفائه الداخليين بسياسة لبنان الخارجية لا سيما مسألة تطبيع العلاقات مع سوريا، التي كان قد بدأها عدد من وزراء الثامن من آذار إثر تلبيتهم دعوة رسمية وجهت لهم للمشاركة في معرض دمشق الدولي، ومن ثم توجت محاولة التطبيع هذه باللقاء الذي جمع وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، مع نظيره السوري، وليد المعلم.
وتؤكد المصادر:
أن الرياض لا تريد لبنان اليوم ساحة مواجهة إقليمية على عكس ما يوحي به بعض المراقبين، إنما تريد أن يحافظ لبنان على سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومات السابقة، وذلك إلى حين إيجاد التسوية الكبرى لمشاكل المنطقة لا سيما منها الأزمة السورية.
كما تشير هذه المصادر إلى أن الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الخميس المقبل إلى روسيا الاتحادية، ستحدد الكثير من معالم التسوية للمنطقة خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي فإن على لبنان عدم الخروج عن لغة الإجماع العربي والالتزام بقرارات جامعة الدول العربية الصادرة حيال الملف السوري.
من جانب آخر شددت مصادر سياسية مقربة من "حزب الله" لـ"سبوتنيك"، على أن الحزب لا يعول كثيرا على الحركة السياسية التي تجريها الرياض مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، وأن أولويات الحزب فيما خص الشأن الداخلي اللبناني هو المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني القائم حاليا في البلاد وتوفير الدعم بخصوص محاولات الدفع إلى تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين.
وبخصوص مسألة تطبيع العلاقات مع دمشق، صرحت المصادر بأن العلاقة ما بين لبنان وسوريا لم تنقطع على مدار سنوات الأزمة الست، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني، وحتى الاقتصادي، وأن هناك مكابرة من رئيس الحكومة في مسألة تشدده على عدم التواصل مع الحكومة السورية، فكيف لرئيس الحكومة أن يقاطع السلطة السورية في الوقت الذي يوقع فيه لبنان شهريا عشرات الاتفاقيات الاقتصادية مع دمشق، وفي الوقت الذي لم تنقطع فيه حركة التبادل التجاري ما بين لبنان وسوريا لا سيما من ناحية تصريف المنتوجات الزراعية السورية في السوق اللبنانية، أما على الصعيد الأمني فالتنسيق بقي قائما ما بين القيادات الأمنية السورية واللبنانية طوال فترة الحرب السورية.
ودعت المصادر الحكومة اللبنانية لأن تفتح حوارا مع نظيرتها السورية أقله في شأن النازحين السوريين كما أعلن من قصر الإليزيه الرئيس اللبناني ميشال عون، وذلك بهدف إيجاد حلول مشتركة لعودة النازحين السوريين الآمنة إلى بلادهم، لا سيما في ظل المحاولات الغربية التي ترمي إلى توطين اللاجئين في الأراضي التي لجأوا إليها ومنها لبنان.
يذكر أن كل من رئيسي حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب قد زارا مدينة جدة قبل أربعة أيام، فيما أشارت معلومات إلى أن السعودية تعتزم دعوة عدد إضافي من المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمتهم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، على أن يتوجه لاحقا رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية للوقوف مع المسؤولين السعوديين على آخر المستجدات القائمة على الساحتين اللبنانية والإقليمية.