وقال زياد ماجد: "فرنسا لديها رغبة دائمة بلعب دورٍ في لبنان بسبب العلاقات التاريخية وشعور فرنسي بالمسؤولية تجاه هذا البلد".
وتابع:
السبب الثاني للمبادرة الفرنسية هو الدور الرئيسي الذي لعبته فرنسا في الصفقة الرئاسية التي أدت لانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016 وعودة الحريري وترأسه للحكومة. فرنسا تشعر اليوم بأن الجهد الدبلوماسي الذي قامت به في لبنان في الماضي يتعرض لضربة قاسية، ولهذا السبب هي تحاول لجم الأضرار التي من شأنها إنهاء مفاعيل الوساطة التي قامت بها باريس والتي وافقت عليها ضمنياً أميركا والسعودية آنذاك بعد حوار مع إيران.
أما السبب الثالث للمبادرة الفرنسية، بحسب زياد ماجد، فيعود لكون "الأزمة بين الرياض وطهران لا تناسب فرنسا أبداً".
وفي هذا الصدد شرح زياد ماجد، قائلاً: "فرنسا تخاف من ردة فعل أمريكية غير مدروسة رداً على الأزمة المتصاعدة بين الرياض وطهران ولهذا السبب تحاول باريس أن تلعب دوراً في حل الأزمات في ظل غياب الولايات المتحدة. فرنسا لديها من جهة رغبة في نوع من التطبيع مع إيران على المستوى السياسي كما الاقتصادي لأن إيران قد تصبح سوقاً مهماً بالنسبة لها، ومن جهة أخرى لديها رغبة في الحفاظ على العلاقة السياسية والاقتصادية مع السعودية فهي لا تريد خسارة السعودية كشريك محتمل في أكثر من مجال".
وقال الأستاذ في الجامعة الأمريكية في باريس بأن "فرنسا تحاول تأمين حضور لها في منطقة الشرق الأوسط كدور وسيط لا تستطيع الولايات المتحدة أن تلعبه بسبب سياستها العدائية تجاه إيران".
أما فيما يتعلق بالوضع في لبنان واحتمال أن يصبح ساحةً للتجاذبات بين السعودية وإيران، اعتبر زياد ماجد أن لبنان ليس مرشحاً ليكون ساحة صراع بين السعودية وإيران.
وقال إن "لبنان ليس مرشحاً ليكون ساحة صراع بين السعودية وإيران لأنه لا وجود لتوازن قوى يسمح بهكذا صراع فالأمر محسوم في لبنان لصالح حزب الله".
وتابع:
"ما تحاول السعودية القيام به لمواجهة إيران في لبنان هو رفع غطاء الدولة اللبنانية عن حزب الله، لكي يظهر لبنان على أنه خاضع بشكل مباشر لهيمنة إيران وحزب الله، مما سيسمح للرياض بالتعامل مع حزب الله على مستوى البلد ككل بانتظار أن تبلور الولايات المتحدة سياسة جديدة تجاه حزب الله تؤدي لعقوبات محتملة.
في الوقت نفسه، اعتبر زياد ماجد أن "قيام السعودية بالبحث عن حلفاء في داخل لبنان لمواجهة حزب الله أمراً ليس مطروحاً".
وأضاف: "هناك تشجيع سعودي لرفع الغطاء الدولي عن حزب الله من أجل عزله وإقناع المجتمع الدولي بأنه لا حليف محتمل لحزب الله لتشكيل حكومة جديدة. هذه الخطوة ستدفع المجتمع الدولي للتعامل مع الوضع على أساس أن لبنان أصبح رهينة لإيران وحزب الله".
وأخيراً اعتبر زياد ماجد بأن لبنان سيعيش أزمة حكومية جديدة.
وختم قائلا: "لبنان مقبل على أزمة حكومية فمسألة تشكيل حكومة جديدة، في حال قبل الرئيس عون استقالة الحريري ستكون معقدة جداً. لقد دخل لبنان في دوامة جديدة ومن المحتمل أن تصبح الحكومة المستقيلة مجرد حكومة تصريف أعمال بانتظار الانتخابات النيابية".