من يمارس الرياضة الصباحية قبالة سواحل "اللاذقية" يرى عشرات الصيادين على الشواطئ الصخرية، طالبين الرزق، فهم ليسوا في دائرة الاتهام ببيع هذا النوع من الأسماك التي يبتعدون عن اصطيادها أصلاً ولو جلست على مقربة منهم لدقائق لوجدت العشرات منها مرمية أرضاَ كطعام لكل شيء عدا الإنسان.
مراكب الصيد الخشبية التي تجول وسط المياه العميقة أخذت موقفها هي الأخرى مما يحصل داخل المدينة، لذا دفعت بشباكها المتينة لاقتلاع الأسماك الخائنة وباتت تبحث عنها في كل مكان وترميها وسط الرمال لتلقى حتفها، وخاصة بعد أن تسببت أخيرا بموت أناس جلهم من صغار الكسبة ذنبهم أنهم لا يمتلكون أموالاً تجعلهم يشترون الأسماك الفاخرة ذات النسل العريق.
يقول صياد تداعت ملامحه من جراء العوامل الجوية تغمر المياه أقدامه لأنه لا يمتلك (سنارة) بطول 9م تخوله اصطياد الأسماك (عفية الوزن)، مما اضطره للتقدم وسط المياه، إن أسماك المنفاخ تمتلك سما قاتلا يضرب الأعصاب وربما يماثل في قوته لدغة أفعى وهذا ما يجعلها تفتك بفريستها ومن يقوم ببيعها هم ضعاف النفوس المتوفرين بكثرة.
قاعدة "حميميم" الجوية الروسية التي يفضل من يمكث داخلها أكل "السمك" على باقي الأطعمة رفعت حالة التأهب الغذائي تجنباً لأسماك "البالون" المنتشرة بكثرة في سواحل المتوسط، كما زادت من الرقابة الصارمة ودفعت بالتوعية لتجنب المحظورات البحرية.