وقال فريدمان: "ان السؤال الأكبر في ما يتعلق بالاحتجاجات الأخيرة في إيران، التي ترافقت مع رفع الحظر عن القيود الدينية في السعودية، هو ما إذا كانت ستكون بداية النهاية للوجهة الطهورية الدينية المتطرفة، التي مضى إليها العالم الإسلامي في عام 1979، وعندما لاحظ الخبير في الشرق الأوسط مأمون فندي أن (الإسلام فقد السيطرة على الكوابح)، وتأثر العالم كله بذلك".
وأضاف فريدمان: "لا شك أن أحداث عام 1979 تسبب بتلاشي كبير في المجتمع العربي والإسلامي من خلال انحدار في دور المرأة والتعليم والتربية مقابل صعود الأفكار والجماعات المتطرفة كالقاعدة و"حزب الله" و"داعش" الإرهابي التي أدت الى تدمير لحياة الكثير من الناس المسلمين وغير المسلمين".
واعتبر فريدمان أن الثورة الإيرانية لعبت دورا مهما في تغيير المنطقة فمن جهة حاولت إيران نشر ثورتها الإسلامية في المنطقة من خلال أفكار اسلامية محدودة بها، هذا الامر ولد ردة فعل مباشرة في السعودية من خلال تغيير نمط حياة مجتمعها وفرض ضوابط إسلامية متشددة تمثلت بمنع الموسيقى والبهجة والترفيه ونشر الشرطة الدينية على المجتمع، وكما ضاعفت من تصدير أكثر تفسير معاد للتعددية ومعاد للمرأة في الإسلام، وعلمته في المدارس والمساجد من لندن إلى جاكرتا.
وأوضح الكاتب أن دخول الاتحاد السوفياتي الى أفغانستان أعطى الإسلام والمتشددين اعترافا ودعما أمريكيا مباشرا لمحاربة روسيا والإلحاد من خلال تصور أمريكي أن هناك حربا ضد المسلمين تشنه روسيا الشيوعية، بالإضافة الى صعود الصين ساهم إلى زيادة الطلب على النفط، الامر الذي ارتدى ايجابا على إيران والسعودية في الاسواق المالية الذين بدورهما سعوا لنشر رؤيتهما الإسلامية في المنطقة.
ويستخلص فريدمان قائلا: "أما اليوم، فإن إيران والسعودية تشتركان في شيء واحد جديد، وهو أن غالبية السكان هم من الشباب ممن هم تحت سن الثلاثين، ويتواصل الشباب فيما بينهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، وهناك نسبة كبيرة منهم سئمت من رجال الدين الكبار في العمر والفاسدين، الذين يطالبونهم بممارسة حياتهم حسب الطريقة التي يريدونها، ولهذا فهم يعملون على دفن عام 1979 وكل شيء جاء معه".