ونقلت "سانا" عن مديرة قصر العظم ميساء إبراهيم تأكيدها أن البناء الحجري لقصر العظم يعد متحفا بحد ذاته فهو يحتوي مختلف فنون العمارة الإسلامية فنرى فيه الأبلق الجصي والحجري والفنون الأخرى مثل الخشب المزخرف والمطعم إضافة إلى تزيينات دينية من آيات قرآنية وأشعار من أبرزها قصيدة البردة النبوية للشاعر المتصوف البوصيري المحفورة على امتداد غرف القصر.
ويتألف القصر من 3 أقسام "الحرملك" المخصص للنساء و"السلملك" المخصص للضيوف الرجال و"الخدملك" وهو جناح للخدم مشيرة إلى أن قسمي الرجال والنساء منعزلان عن بعضهما تماما للحفاظ على خصوصية العائلة.
وبينت إبراهيم أن القصر ظل مسكونا من آل العظم لعام 1925 وافتتح كمتحف في عام 1953 بعد ترميمه وكان أول أمين له شفيق الإمام الذي أسس متاحف التراث الشعبي في سورية واقتنى قطعا فلكلورية لصالح القصر أثناء عمله فيه.
ويضم متحف التقاليد الشعبية والصناعات اليدوية الموجود بالقصر حسب إبراهيم مجموعة من الأقسام التي تجسد الحياة الاجتماعية في سورية خلال فترة الاحتلال العثماني من حيث المدارس التقليدية والملابس والمقهى الشعبي والعرس التقليدي واليوم الاجتماعي للمرأة السورية إضافة إلى مراسم الحج الشامي والطقوس المرتبطة بها.
وفي المتحف نحو 25 لوحة للفنان الشعبي صبحي التيناوي تجسد فنونا شعبية مختلفة مثل خيال الظل وصندوق الدنيا والحكواتي فيما تضم قاعة السلاح مجموعة من الأسلحة التي استخدمها المجاهدون للدفاع عن سورية في فترات تاريخية عديدة.
ومن أجمل ما يضمه المتحف قاعة الأزياء التي نجد فيها نماذج للأزياء الشعبية التي كان يرتديها أهالي سورية مع تطريزاتها المختلفة ونماذج لصناعات سورية شهيرة مثل صناعة الخشب والزجاج.
وكشفت إبراهيم أن التماثيل الجصية التي يشتهر بها المتحف صنعت بورشة المعمل الفني التابعة للمديرية العامة للآثار والمتاحف بيد الفنان أكثم عبد الحميد وتم ترميمها عام 2008 من قبل الفنان نفسه مشيرة إلى وجود مشروع لعمل تماثيل شمع أخرى تكون ذات حيوية أكثر.