وبحسب الكاتب فقد أدى تعاظم دور وقوة حزب الله في المنطقة إلى ترشيحه كقوة ضاربة على المستوى الدولي وليس فقط الإقليمي، كنتيجة التطور السريع في العلاقة بين حزب الله وروسيا بسبب تقاطع المصالح في محاربة الإرهاب على ذات الصف والجبهة في سوريا.
ورأى الكاتب أن هذا التقاطع بلغ مرحلة التنسيق العابر للحدود السورية إلى الحدود المائية اللبنانية، التي تسعى إسرائيل إلى "سرقة" مواردها وإنشاء شبكة من خطوط نقل الغاز تصل إلى أوروبا في مشروع طاقوي استراتيجي، وهو ما يضر بكل من لبنان من جهة "الاعتداء على مياهه الإقليمية وسرقة ثرواته"، وروسيا من جهة الاعتداء على السوق الروسي الأكبر المتمثل في الاتحاد الأوروبي ومشاريع الأنابيب الكبرى (تركي ستريم، السيل الشمالي1 —قائم-، السيل الشمالي2).
وأشار النشواتي إلى أن المرحلة القادمة، في حال بقيت بلا معالجة، ستكون مرحلة حرجة وبالغة الخطورة على حزب الله، ابتدأت فعلياً بإعلان المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري أن عملية الاغتيال هي عملية "إرهابية" بعد توجيه الاتهام إلى عناصر تابعة لحزب الله، بالتزامن مع إجراء مناورات الدفاع الجوي "جونيبر كوبرا" الدورية بمشاركة حاملة الطائرات الأمريكية "إيو جيما" كمحاكاة لهجوم صاروخي من ثلاث جبهات.
ويرى النشواتي أن المسار الثاني يهدف إلى تحويل حزب الله بالنسبة لداعميه إلى حمل فائق العبء، حيث الاستهداف الأول ضد إيران من بوابة حزب الله، بما يتيح لواشنطن الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران بذريعة تمويلها للجريمة العالمية المنظمة التي تقودها حركة إرهابية حسب وصفهم، والاستهداف الثاني ضد روسيا بإعادة تطبيق نموذج أفغانستان ضد موسكو وفرض عقوبات جديدة.