العراق يقرأ… ضمن ما قاله الأديب والمفكر المصري، طه حسين، بعد القاهرة تكتب وبيروت تطبع، فحب القراءة لا يخفت أبدا لدى العراقيين ومنهم في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي البلاد، إذ اختصروا معاناتهم بعمل أول مكتبة عامة في مدينتهم بمئات الكتب.
ما بين عالم تسكنه الشياطين، والكون لكارل ساغان، وكافكا على الشاطئ، ورائعة علي الوردي، مهزلة العقل البشري، تنوعت كتب المكتبة العامة لبعقوبة التي زينت جدرانها بأوراق الصحف وأكاليل الورد وملامح عتيقة من التاريخ الإنساني السومري والآشوري العراقي.
وتحدث الشاب مصطفى عبد الكريم حميد، أحد المشاركين في فكرة وتأسيس المكتبة، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، قائلا: "تم افتتاح مكتبة عامة، من قبل شباب في بعقوبة وبجهود ذاتية وتكون القراءة والاستعارة بصورة مجانية، حرصا منا لإعادة إحياء ثقافة القراءة في المجتمع، وأن يكون الكتاب في متناول الجميع بدلا من مشقة العناء والذهاب إلى بغداد تحديدا إلى شارع المتنبي "حيث مكتبات بيع الكتب".
ويشير حميد، إلى أن كتب المكتبة تم شرائها من شارع المتنبي، وأغلبها فلسفية وللتوعية وحقوق الإنسان، منوها ً إلى أن المكتبة ستكون مكانا لإقامة الندوات الثقافية، والجلسات الحوارية، في مختلف مجالات الفن والثقافة والآدب.
وعن الصعوبات التي كانت تعترض قراء محافظة ديالى ومركزها بعقوبة التي تبعد نحو 50 كم إلى الشمال الشرقي من العاصمة العراقية، يلفت الشاب مصطفى حميد، إلى أن مسافة الطريق التي تأخذ منا أكثر من ساعة بالسيارة، يتخللها الإزدحامات المرورية الخانقة عند المدخل لبغداد، وينفذ الوقت كون شارع المتنبي يغلق ظهرا وتضيع فرص الاستمتاع بأجوائه الخاصة ما بين المركز الثقافي وساحة القشلة حيث تقام فعاليات ومهرجانات ومعارض للرسم والصور وغيرها.
كيف لا يكون لك ِ أصدقاء وأنت تمتلكين عدد كبير من الكتب؟، الكتاب هو خير جليس وصديق يسعدك ِ ويؤنسكِ ويربت على عقلك، هذا ما أخبرني به صديقي قبل أن يهاجر من العراق قبل ثلاثة أعوام، مثل الكثير من الذين يجعلون هوايتهم الأبرز هي المطالعة والقراءة لا يتركوا كتابا إلا وأنهوا قراءته بنهم.
ليست بعقوبة وحسب من عملت لنفسها مكانا يضاهي جزء من شارع المتنبي الذي يشهد إقبالا واسعا من القراء والمثقفين والعامة، في يوم الجمعة، بل قبلها افتتحت محافظتي البصرة وميسان في أقصى جنوب البلاد تحت ظلال النخيل، شارعين ثقافيين للكتب والفنون المتنوعة ما بين الرسم والعزف والشعر والغناء والحرف اليدوية، والمسرحيات.