وجاء في المساءلة، التي حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منها، أن الشعب الجزائري شغوف بمعرف الأسباب الحقيقية للحادث كي يطمئن على طيران بلاده وتهدأ نفوس عائلات الضحايا، وللتأكد من الإجراءات، التي اتخذتها المؤسسة العسكرية، من أجل تفادي حوادث الطيران مستقبلا.
واعتبرت المساءلة البرلمانية أن هذا الحادث يعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد وهو الأكثر دموية ومأسوية وقد سبقته حوادث طيران مماثلة في السنوات الأخيرة، التي تفاوتت في حجم خسائرها البشرية والمادية وأماكن وقوعها وأسباب حدوثها".
وبحسب الوثيقة ، يخاطب النائب في البرلمان قائد أركان الجيش، ويعتبر أن تكرار حوادث الطيران العسكري في السنوات الأخيرة يطرح تساؤلات عديدة عن أسباب وخلفيات هذه الحوادث المتلاحقة خاصة الحوادث الخمسة الأخيرة المسجلة منذ أخطر حادث وقع في عام 2014 وخلف مقتل 77 شخصا قبل حادث بوفاريك الذي خلف مقتل 257 شخصا.
ولفتت المساءلة إلى أن الحوادث السابقة ظلت دون نتائج تحقيقات نهائية يتم من خلالها الكشف عن السبب الحقيقي لسقوط هذه الطائرات والاكتفاء فقط بالأسباب العمومية، التي تكون غالبا الأحوال الجوية أو بسبب أعطال المحركات.
وقال النائب لخضر بن خلاف، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" بشأن هذه المسألة وعما إذا كانت تشكيكا في ملابسات سقوط الطائرة العسكرية: "بغض النظر عن السبب الحقيقي للحادث سواء كان بشريا أو راجع إلى عدم احترام مخططات الصيانة الوقائية أو الدائمة أو إلى أسباب أخرى، فإنه يتعين كشف الإجراءات، التي ستتخذها القيادة العسكرية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة، التي ارتفع عددها في السنوات الأخيرة".
وكانت طائرة عسكرية، قد تحطمت الأربعاء الماضي، في حقل زراعي في محيط مطار بوفاريك قرب العاصمة الجزائرية، وأسفرت عن مقتل 257 شخصا غالبيتهم من العسكريين وعائلاتهم بينهم 30 شخصا من رعايا جبهة البوليساريو.
وشهدت الجزائر منذ العام 2008، سلسلة حوادث تحطم طيران عسكري، بلغت تسعة حوادث أبرزها، بالإضافة إلى حادث الأربعاء الماضي، حادث تحطم طائرة عسكرية في منطقة أم البواقي، شرقي البلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، الذي ذهب ضحيته 77 شخصا.