تونسيون: النهضة تفاضل بين دعم الغنوشي أو الشاهد للرئاسة

© flickr.com / Cernavodaتونس
تونس - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
اتفق خبراء ومتابعون للشأن السياسي التونسي على أن تصريحات المتحدث باسم حركة النهضة التونسي، عن ترشح رئيس الحركة راشد الغنوشي للانتخابات الرئاسية المقبلة، تدخل في إطار المناورة السياسية.

قال المتحدث باسم حركة النهضة، عماد الخميري، أمس الأربعاء27 يونيو/حزيران، إن رئيس الحركة راشد الغنوشي يمتلك كلّ الإمكانيات ليكون رئيسا للجمهورية، مضيفا أن الخميري في تصريحات تليفزيونية، أنه على الصعيدين القانوني والنظري يبقى راشد الغنوشي المرشح الرئيسي لحركة النهضة في الانتخابات الرئاسية 2019.

تصريحات الخميري أثارت حالة من الجدل، وذكرت بتصريحات الغنوشي المتزامنة مع ثورة 2011 عن عدم ترشحه لأي منصب بالدولة.

فقال وكيل جمعية التجمع من أجل بديل عالمي للتنمية، مختار بن حفصة إن دفع النهضة بمرشح للرئاسة متوقع، خصوصا أنها لم تدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية السابقة "عام 2014"، مضيفا لـ"سبوتنيك" أن الحركة الإسلامية تمكنت من الساحة السياسية في تونس، ومن ثم حان الوقت للمنافسة على مقعد رئيس الجمهورية.

ولفت الخبير التونسي في شؤون التنمية إلى أن النهضة تمثل الذراع السياسية لحركة الإخوان المسلمين في تونس، والمعروف عن الإخوان أنهم يقومون بحسابات دقيقة للغاية ويتنازلون، وفي لحظات مناسبة، يلغمون جهاز السلطة والإدارة بأنصارهم.

ويذكر أن حركة النهضة تأسست في تونس عام 1981 على منوال جماعة (الإخوان المسلمين) في مصر، وشاركت في الانتخابات العامة عام 198، حيث حصلت على 17 % من أصوات الناخبين ، قبل أن يضطر زعيمها راشد الغنوشي للفرار خارج البلاد سنة 1992 بعد اتهامه بالتآمر على النظام ، والحكم عليه غيابيا  بالسجن مدى الحياة مع مجموعة أخرى من أقطاب الحركة.

ومن جهتها قالت الصحفية التونسية خولة بن قياس إن حديث الناطق باسم حركة النهضة عن ترشح الغنوشي يعد تراجعا عن تصريحات كثيرة لقادة حركة النهضة خلال السنوات التالية لثورة 2011 بعدم الدفع بمرشح رئاسي، فضلا عن تصريحات الغنوشي نفسه المؤكدة لعدم رغبته في الترشح للرئاسة عقب عودته إلى تونس عام 2011.

وعاد الغنوشي إلى تونس بعد 22 عاما من مغادرته لها في يناير 2011، واستقبله الآلاف من أنصاره في مطار قرطاج.

 في المقابل اعتبر بن حفصة إن تصريحات حركة النهضة عن إمكانية الدفع بالغنوشي تؤكد أن الأمور لم تتضح بعد، خصوصا في ظل وجود مؤشرات على تفكير النهضة في الدفع برئيس الحكومة يوسف الشاهد للانتخابات الرئاسية كممثلا عن الحركة، مضيفا أن النهضة لا تضع البيض كله في سلة واحدة، وقد يكون هذا التصريح الصحفي نوعا من الضغط على الشاهد كي يقبل بكل شروطهم إن بقي في الحكومة وعزموا على ترشيحه.

وقال المتحدث باسم النهضة إن النظام الأساسي والقوانين تمكن الغنوشي من الترشح للرئاسة، ومن الناحية المبدئية لا نمانع في ترشحه، إلا إذا قدرت الحركة ترشيح شخص آخر.

 

على الجانب الآخر أيد الكاتب الصحفي التونسي المتخصص في الشؤون الدولية والسياسية، نزار مقني، أن تكون تصريحات المتحدث باسم النهضة عن ترشح الغنوشي للرئاسة على سبيل المناورة، موضحا لـ"سبوتنيك" أنه بموجب التعديل الاخير للنظام الاساسي لحركة النهضة في مؤتمرها الأخير، للغنوشي الحق في الترشح للرئاسة.
وأضاف: ما قاله الخميري يبدو أنه يأتي في إطار مناورة سياسية، هذا هو أسلوب تعودت عليه حركة النهضة في كل الاستحقاقات الانتخابية، لأن ما قاله عن أحقية الغنوشي للترشح بالرئاسة معلوم بالضرورة، ولكن الكلمة الأخيرة للحركة لم تعلن بعد.

 

وكان الغنوشي قد قال في حوار صحفي أبريل/نيسان الماضي إن  الحركة ستشارك فى الانتخابات الرئاسية 2019، وأن الحركة ستبحث كيفية مشاركتها هل ستكون بالدفع  بمرشح من قبلها أم بدعم مرشح آخر، بعد التشاور مع الأحزاب الصديقة.

الخبير التونسي ووكيل جمعية التجمع من أجل بديل عالمي للتنمية، قال إن إخوان تونس استفادوا من الدرس المصري، لافتا إلى أن شعار الإخوان في تونس وخارجها، هو "الوصول للسلطة حتى وإن استوجب الهدف رحلة طويلة"، وأوضح بن حفصة أن هدف حركة النهضة هو المشاركة في السلطة كمرحلة أولى، يتبعها تقديم تنازلات كثيرة، ليتعود التونسيون على وجودهم، ثم التمكن من الحضور بقوة في خلايا أجهزة الدولة، والوصول إلى السلطة، ولكن كل شيء قد يتغير دفعة واحدة إذا ما حصل انفجار اجتماعي قوي في ظل هذه الأزمة.

 

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала