وتابع المعتصم، في الجزء الثاني من شهادته على الغزو العراقي للكويت، التي ستنشرها "سبوتنيك" لاحقا: "حاول الكثيرون ترسيخ مبدأ العداوة المبيتة بين العراق والكويت، وهو كلام عار من الصحة، مضيفا: "مما يؤكد كذب تلك الادعاءات المغرضة، واقعة عاصرتها بنفسي، في عام 1986 عندما كنت ضابط رصد في منطقة شرق البصرة مدفعية، عندما تعرض أمير الكويت، لمحاولة اغتيال، حيث أصدرت القيادة العراقية أوامرا لكل القوات العراقية على الحدود الإيرانية أن تقوم بضربة مدفعية على المواقع، التي حاولت تنفيذ العملية وأن يستمر الضرب لمدة ساعتين".
واستطرد: "هذا يرد على المروجين لمبدأ النية المبيتة ضد الكويت، فلو كانت هناك نوايا مبيتة ضد الكويت لساعدت بغداد من قاموا بمحاولة الاغتيال، ولما تدخلت في الأزمة"، مضيفا: "ما حدث كان خطأ تيجة السجال الذي حدث في المباحثات بين عزت الدوري ووزير خارجية الكويت آنذاك، حيث لم يكن هناك تعقل من جانب الكويتيين وإصرار لا مبرر له من جانب العراقيين ساهم في تأجيج هذه الفتنة البسيطة".
وتابع: "مبلغ 10 أو 11 مليار دولار، تعويضات لم تكن تستحق كل ما خسره العراق وخسرته الأمة العربية طوال السنوات الماضية، فمبلغ التعويضات التي كانت تجري حوله المحادثات بعد دخول الكويت لم يكن يستحق كل ذلك، وكان يمكن تفادي الحرب التي هي آخر الأدوات، التي تلجأ لها الدول بعد أن تستنفذ كل الطرق السلمية.
وأضاف: "إننا لم نناقش أي سبيل لإنهاء الحرب وكان القرار متسرعا ولم يأخذ مزيدا من الوقت للنقاش، فعدم التعقل وإصدار قرار سريع كانت نتائجة كافية، فالعراق خرج من الحرب الإيرانية منتصرا وبجيش جرار وقدرات هائلة، بعد إجبار إيران على السلام أوالاستسلام في أعقاب أطول الحروب في المنطقة، وهو الجيش الذي تم تدميره منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، وهذا ما تسبب لنا في الكثير من الألم".