وتابع المعتصم، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، "أن الولايات المتحدة أدركت بعد سنوات خطأها في احتلال العراق وسيطرة الطائفية والإرهاب على البلاد، ما أدى إلى معاناة الدول العربية والمنطقة، وعندما يصبح العراق مرتعا وممولا للإرهاب وتفتقد الحكومة السيطرة، هنا تتدخل المصالح الدولية لإعادة توجيه المسار بعدما أدركت أمريكا أن هذا الوضع خطر على مصالحها وعلى إسرائيل، نتيجة التوسع الإيراني في جنوب لبنان وسوريا والبحرين واليمن والعراق، لأن هذا يطوق أيضا السعودية والخليج العربي".
وأوضح المعتصم، أن التظاهرات والاحتجاجات في العراق لم تحركها قوى خارجية، نظرا لأنها بدأت منذ العام 2009 للمطالبة بتحسين الخدمات ورفع الفقر عن الناس وإيجاد فرص عمل وإطلاق المعتقلين، وتلك الظروف هي نفسها التي انطلقت منها التظاهرات الأخيرة ولكن بشكل أشد نظرا لتفاقم الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق للمواطنين، ولو تطورت الأمور أكثر ربما تصل إلى تغيير للسلطة بشكل كامل بعد تغير خطاب رجال الدين وانحيازه للجماهير، ولو وجدت تلك الثورة داعم حقيقي لتطورت نتائجها بشكل أسرع.
وقال المعتصم، "ربما أرادت إيران إحداث بلبلة وفوضى في الداخل العراقي من أجل أن تصل تلك الاحتجاجات إلى منابع النفط وربما يتوقف الإنتاج وترتفع الأسعار، وهو الأمر الذي قد يدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمعاودة التفكير في قرار منع تصدير النفط الإيراني نتيجة ارتفاع أسعار النفط بعد توقف إنتاج النفط العراقي".
وأكد الخبير العراقي، أن الوضع الحالي أصبح قاعدة خصبة للتغيير القادم، وبرهن على أن أي تغيير قادم سيكون مقبولا من الجماهير، وأتوقع أن تتدخل الولايات المتحدة في توقيت معين بعد استكمال عملية التصعيد ضد إيران وإضعافها، لأن طهران هي من تدعم الحكومة العراقية و"ميليشياتها"، فإذا أردت أن تسيطر على العراق فلابد من أن تسيطر على إيران بشكل أو بآخر، سواء عن طريق إشغالها بالداخل ومشاكلها، بحيث لا تستطيع أن تدعم الحكومة العراقية وهي في طريقها للسقوط أو التغيير.
أما في حال تطور التظاهرات، فإنني أتوقع تغييرا قادما قبل نهاية العام، وهناك معلومات تقول إن هناك شخصيات يتم تجهيزها لقيادة المرحلة القادمة عن طريق الأجهزة الأمريكية.