كشف خبير جزائري أن التغييرات التي مست المؤسسة العسكرية الجزائرية، أمس، أزاحت الستار عن صراع على الحكم بين السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري، وبين رئيس أركان الجيش، القايد صالح.
أجرى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أمس الجمعة 17 أغسطس/آب، تعديلات مست قيادات في مؤسسة الجيش، حيث أنهى مهام قائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء لحبيب شنتوف، وقائد الناحية العسكرية الثانية، اللواء سعيد باي، وعين خلفا لهما اللواء علي سيدان مدير الأكاديمية العسكرية بشرشال، للمنطقة الأولى، واللواء مفتاح صواب قائد الناحية العسكرية السادسة، للمنطقة الثانية بوهران.
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سطيف2، قرن محمد إسلام، إن التعديلات تأتي متزامنة مع الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقرر لها أبريل/ نيسان 2019، لافتا في حديثه لـ"سبوتنيك" إلى أن التعديلات تكشف عن صراع أجنحة داخل النظام نفسه، على من يعتلي كرسي الرئاسة، فهل بوتفليقة سيخلف نفسه أم هو مشروع لتوريث شقيقه السعيد، أم أن طموح رئيس أركان الجيش الوطني الجزائري القايد صالح بات قريبا وقد بدأ يمهد له، وغيرها من السيناريوهات.
وأشار إسلام إلى أن المؤشرات ترجح وجود تنافس أو صراع بين سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري، ومؤيدي بقاء بوتفليقة لولاية خامسة من جهة، والقايد صالح من جهة أخرى، لافتا إلى وجود أنباء تفيد بأن اللوائين اللذان أنهيت مهامها محسوبين على السعيد بوتفليقة، في إنتظار تغييرات قادمة تمس رجال بوتفليقة داخل المؤسسة والأمر متعلق بقائد الحرس الجمهوري.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن وسائل الإعلام نشرت تلك التعديلات، ولكن يظل الأمر غير مؤكد حتى ينشر القرار في الجريدة الرسمية، خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أن أهمية التعديلات تنبع من كون الجزائر مقسمة إلى ست نواح عسكرية، تشغل كل من الناحية الاولى والثانية الأهمية البالغة على إعتبار أن الناحية الأولى في الوسط وتضم العاصمة السياسية للبلاد مدينة الجزائر العاصمة، والناحية الثانية في الغرب الجزائري، وهي الأكثر ثقلا لتمركز أغلب القوات البرية بها والتي تعتبر قوة الجيش الجزائري.
وكشف إسلام أن التغييرات الجوهرية التي أعلن عن مساسها بقيادات حساسة في مؤسسة الجيش الجزائري، أثارت كثير من علامات الاستفهام والغموض داخل الشارع الجزائري، خصوصا أنه من الناحية النظرية رئيس الجمهورية هو صاحب القرار، بوصفه وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، غير أن الطبقة السياسية لا سيما المعارضة، وكثير من المدونين والنشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، يشككون في قدرة الرئيس الجزائري على اتخاذ مثل تلك القرارات، ويرون أن هناك من يقوم بذلك مكانه، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حين أكدوا أن الرئيس لا يعلم بتلك القرارات أصلا، وهو ما تدعمه الحالة الصحية الحرجة للرئيس بوتفليقة منذ 2013، وندرة ظهوره، وعدم استقباله للرؤساء، والوزراء.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه على عكس ما يتداول، يرجح أن الرئيس بوتفليقة هو من وراء القرارات الأخيرة، مبررا بأن إعفاء قادة المنطقتين الأولى والثانية بالجيش ليست المرة الأولى التي ينهي بها بوتفليقة مهام قيادات الصف الأول في المؤسسة العسكرية، فسبق إنهاء قادة عسكريين أكثر قوة وحضورا في المؤسسة العسكرية، أهمهم رئيس أركان الجيش الأسبق الفريق محمد العماري في 2004، ورئيس جهاز المخابرات الفريق محمد مدين في 2015، إضافة إلى حملة الإقالات التي طالت مديري الأمن الوطني، والدرك الوطني، ومدراء أمن بعض الولايات، وألوية في وزارة الدفاع الوطني، في مايو/أيار 2018، بالتزامن مع قضية تهريب الكوكاين، وجرت العادة أن مراسيم الإقالة وإنهاء المهام لا تذكر أسباب التغيير، وليس بالضرورة الإقالات لها علاقة بقضية الكوكايين، ولكن أظنها وظفت في الموضوع.
إن تسجيل وترخيص مستخدمي موقع "سبوتنيك" عبر حسابات الفيسبوك أو شبكات اجتماعية أخرى يشير إلى قبولهم لقواعد الموقع. يتوجب على المستخدمين الالتزام بالقوانين المحلية والدولية، واحترام المشاركين الآخرين في النقاش، والقراء والأشخاص الذين يتم ذكرهم في المنشور.
إدارة الموقع لها الحق في أن تحذف التعليقات التي تحتوي على لغات تختلف عن لغة غالبية محتوى الموقع. لدى كافة مواقع sputniknews.com باللغات المختلفة حق تحرير التعليقات.
يتم حذف تعليق المستخدم في الحالات الآتية:
إذا كان التعليق لا يتفق مع محتوى المنشور.
إذا كان التعليق يحرض على الكراهية والتمييز العنصري أو العرقي أو الجنسي أو الديني أو الاجتماعي، أو ينتهك حقوق الأقليات.
إذا كان التعليق ينتهك حقوق الأقليات، ويسبب لهم الأذى بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الإساءة المعنوية.
إذا كان التعليق يحتوي على أفكار ذات طبيعة متطرفة أو تدعو إلى أنشطة أخرى غير قانونية.
إذا كان التعليق يحتوي على شتائم أو تهديدات موجهة للمستخدمين الآخرين، أو للمنظمات بصورة تسيء إلى سمعة رجال الأعمال أو الموظفين فيها وتقلل من كرامتهم.
إذا كان التعليق يحتوي على شتائم أو رسائل تعبّر عن عدم الاحترام لموقع "سبوتنيك".
إذا كان محتوى التعليق ينتهك الخصوصية، بحيث ينشر بيانات شخصية لأطراف ثالثة دون موافقة هذه الأطراف، أو ينتهك خصوصية المراسلة.
إذا كان التعليق يحتوي على مشاهد عنف أو سوء المعاملة والقسوة تجاه الحيوانات.
إذا كان التعليق يحتوي على معلومات حول كيفية الانتحار والتحريض عليه.
إذا كان التعليق يهدف إلى إعلان تجاري، أو الترويج لإعلان سياسي غير لائق أو غير قانوني، أو أي مصادر أخرى على الإنترنت يكون محتواها ما تم ذكره أعلاه.
إذا كان محتوى التعليق يروّج لمنتجات أو خدمات لأطراف ثالثة دون علم هذه الأطراف.
إذا كان التعليق يحتوي على لغة فظة أو ألفاظ نابية أو تلميحات من مشتقات تلك الألفاظ.
إذا كان التعليق يحتوي على رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها، وخدمات بريدية جماعية تروّج لخطط الثراء السريع.
إذا كان التعليق يروّج لاستخدام المواد المخدرة وغيرها من العقاقير، ويحتوي على معلومات عن منتجاتها وكيفية استخدامها.
إذا كان التعليق يحتوي على وصلات لفيروسات أو برمجيات خبيثة ومضرة.
إذا كان التعليق جزءاً من عمل منظم ينطوي على كميات كبيرة من التعليقات ذات محتوى واحد.
إذا كان التعليق يحتوي على رسائل غير مفهومة وغير ذات صلة.
إذا كان التعليق ينتهك الأدب وأصول المعاملة مظهراً بذلك أي شكل من أشكال السلوك العدواني أو المهين.
إذا كان التعليق لا يتقيد بالقواعد الأساسية للغة الإنجليزية (العربية)، على سبيل المثال: الكتابة (باللغة العامية) بالأحرف الكبيرة أو عدم تقسيم المكتوب إلى جمل.
إدارة الموقع تملك الحق في أن تحظر دخول المستخدم إلى صفحة الموقع، أو حذف حسابه دون إشعاره، وذلك إذا انتهك المستخدم أو بدر منه سلوك دلّ على انتهاكه لما تم ذكره من القواعد أعلاه.
كل التعليقات
إظهار التعليقات الجديدة (0)
ردأ على(إظهار التعليق إخفاء التعليق)