وقال الأزهر في بيان نشره على موقعه الرسمي، إن "تجريم التحرش والمتحرش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق".
وتابع البيان: "تبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلًا عما تؤدي إليه انتشار هذه الظاهرة المنكرة من فقدان الإحساس بالأمن، والاعتداء على الأعراض والحرمات".
ووصف كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بيان الأزهر بـ"التاريخي"، واحتفوا به وأعادوا نشره على صفحاتهم الشخصية.
بيان تاريخي و داعم جدا من #الازهر بخصوص #الحل_لمشكلة_التحرش https://t.co/SpxiensHgK
— Sally بنت ذهنى (@sallyzohney) August 27, 2018
وأشار الأزهر إلى أنه تابع ما تداولته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة من حوادث تحرش، "وصل الأمر في بعضها إلى حد اعتداء المتحرش على من يتصدى له أو يحاول حماية المرأة المتحرش بها، فيما سعى البعض لجعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررا يسوغ للمتحرش جريمته النكراء، أو يجعل الفتاة شريكة له في الإثم"، بحسب بيان المؤسسة الإسلامية السنية.
وانتشر شريط فيديو لعدد كبير من الشباب يتحرشون بثلاث فتيات قرب استاد دمنهور في محافظة البحيرة، بررها البعض بملابس الفتاتين.
دمنهور عند الاستاد
— ﮼نـور (@Noor25j) August 24, 2018
تحرش جماعي
بيحاولوا يحضنوا البنات والبنات بتصوت
بصوا المتحرشين حيوانات دنيئة ازاي
احلى امن و امان pic.twitter.com/WzRTx3Dmgw
وأكد الأزهر على أن "التحرش — إشارة أو لفظا أو فعلا- هو تصرف محرم وسلوك منحرف، يأثم فاعله شرعا، كما أنه فعلٌ تأنف منه النفوس السويّة وتترفع عنه، وتنبذ فاعله، وتجرمه كل القوانين والشرائع، يقول تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا» (الأحزاب: 58)."
وقتل رجل يبلغ من العمر 40 عاما بسكين على يد رجل تحرش بزوجة المجني عليه على شاطئ في الإسكندرية الأسبوع الماضي.
المتحرش القاتل ده لو ما أخدش إعدام في محاكمة تكون أقل من شهر، ده حيبقى الطبيعي في بلدنا، إن اللي يقف لمتحرش يمنعه، حيتقتل.
— El Floyd® (@OthmaNation) August 25, 2018
مصر كلها لازم تشوف الڤيديو ده، ونعمل دوشة لحد ما يتعدم في أسرع وقت!#إعدموا_المتحرش_القاتل pic.twitter.com/4QbWI3ZTn5
وشدد الأزهر على أن تحضر المجتمعات ورقيها إنما يقاس بما تحظى به المرأة من احترام وتأدب في المعاملة، وبما تتمتع به من أمان واستقرار وتقدير للمرأة.
ودعا الأزهر المؤسسات المعنية إلى "رفع الوعي المجتمعي بأشكال التحرش وخطورته، والتنفير من آثاره المدمرة على الأخلاق والحياء، خاصة التحرش بالأطفال، وتكثيف البرامج الإعلامية لتعريف المواطنين بما يجب عليهم من تصرف حال وقوع حادثة تحرش، وبما يردع المتحرش ويوفر الحماية للمرأة أو الفتاة المتحرش بها، كما يطالب وسائل الإعلام بتجنب بث أي مواد تروج للتحرش أو تظهر المتحرش بأي شكل يشجع الآخرين على تقليده".
