وقال غريفيث في مقابلة مع وكالة "فرانس 24" إن المحادثات لم تفشل، وإنما حدثت ظروف طارئة حالت دون نجاحها، مضيفا أن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة "أنصار الله" أخبره خلال لقائهما الأسبوع الماضي أنه لا يمانع أي فرصة لمفاوضات جديدة في الفترة المقبلة.
وردا على سؤال عما إذا كان يصدق كلام الحوثي، قال غريفيث: نعم أصدق كلامه فهو صادق في كل ما يخبرني به دائما.
وانتهت محادثات السلام حول اليمن برعاية الأمم المتحدة الشهر الماضي قبل أن تبدأ، واعترف مبعوث المنظمة الأممية بأنه لم يكن من الممكن إقناع وفد الحوثيين بالقدوم إلى جنيف.
وصرح مارتن غريفيث أمام صحفيين في جنيف: "لم نتمكن من إقناع وفد صنعاء بالقدوم إلى هنا.لم ننجح بذلك بكل بساطة"، مضيفا أنه "لا يزال من المبكر جدا القول متى ستعقد المشاورات المقبلة".
واشترط الحوثيون أيضا السفر على متن طائرة عمانية ونقل جرحى إلى مسقط كما قال العضو في وفدهم حميد عاصم، وقالوا إن التحالف لم يمنح الطائرة التصريح اللازم، ولم يتمكنوا من مغادرة صنعاء، ما دفع موفد الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إلى تأجيل المشاورات.
واليوم الاثنين، دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوقف تفاقم تدهور أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وجاء ذلك في حوار لمارتن غريفيث، مع "بي بي سي" خلال وجوده في نيويورك، بعد اجتماعه مع معظم اللاعبين الرئيسيين في حرب اليمن.
وقال غريفيث إنه شعر بالتشجيع من الاستجابة الدولية لتحذير الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق، وقال إنها ركزت العقول على الحاجة الملحة لمحادثات سلام.
وتشير الإحصائيات إلى أن 3.5 مليون شخص مرشحين قريبا للحاق بثمانية ملايين آخرين يواجهون بالفعل خطر المجاعة.
وأدى انهيار قيمة العملة في اليمن، الذي دفع إلى ارتفاع حاد في الأسعار، وتجدد القتال إلى تفاقم ما تعتبره الأمم المتحدة "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وكان الحوثيون قد سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، مما أجبر قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى الجنوب.
وكان التحالف بقيادة السعودية تدخل في الصراع اليمني عام 2015 في محاولة لدعم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور، الذي تعترف الأمم المتحدة بحكومته، في حربه ضد الحوثيين.
وتعرض اليمن لدمار كبير من جراء تصاعد الصراع وقد قتل نحو 10 آلاف شخص، ثلثاهما من المدنيين، وجُرح 55 ألفا آخرون في القتال الدائر في اليمن، بحسب الأمم المتحدة.