ويوفر قطاع الزراعة أكثر من 400 ألف وظيفة للمواطن السعودي، وتسعى استغلال 3800 كم على سواحل الخليج والبحر الأحمر لزراعة الأسماك، وتنتج مشاريع الاستزراع المائي في السعودية قرابة 70 ألف طن أسماك، وتسعى الحكومة السعودية رفع الإنتاج إلى 600 ألف طن بحلول عام 2030، وخلق آلاف فرص العمل وإنشاء 42 مرفئ صيد في البحر الأحمر والخليج، وتوجد في المملكة 145 مزرعة عضوية.
زارت "سبوتنيك" إحدى مزارع السمك وشاهدت أنواع الأسماك التي تتم زراعتها في السعودية، ولاحظت أن الاستزراع في البيئة السعودية تجاوز الخضار والفواكه للأسماك والروبيان وأسماك المياه العذبة، من هنا نسلط الضوء على أبرز أنواع الإحياء في السعودية، وحجم الإنتاج، وأهميتها بالنسبة لقطاع الاستزراع المائي.
في البداية تحدث إلى "سبوتنيك"، الرئيس التنفيذي للمجموعة الوطنية للاستزراع المائي "نقوا"، المهندس أحمد البلاع، خلال الجولة في مشاريع الشركة بمحافظة الليث 180 كم جنوب مدينة جدة السعودية، قال: " بفضل الله ثم بالجهود المبذولة من القائمين على المشروع وإشراف ودعم وزارة الزراعة، نحن اليوم من احد الشركات الكبرى على مستوى العالم في انتاج الروبيان والاسماك، كما ولله الحمد حصلنا على المركز الاول عالميا في افضل ممارس للاستزراع المائي، قد نجحنا ولله الحمد في انتاج اعلى منتج عالي الجودة حيث منتجنا الى حوالي 32 دولة حوالى العالم، قد تخطينا الكثير من المعوقات بالرغم من التحديات التي توجه المجال حالياً، كالمنافسة غير العادلة في السوق من الاسماك المستورة، وانخفاض اسعارها لتدني جودتها، اضافة الى نمط الاستهلاك الغذائي بالسعودية،.
وعلق البلاع مشيرا إلى أن معدل استهلاك السمك في السعودية منخفض حيث يعادل 9كيلو جرام للفرد في السنة، بينما يستهلك الفرد الياباني 60 كيلو جرام في السنة، متوقعين خلال الفترة القليلة القادمة وجود حملات توعوية قد يشارك جهات حكومية عدة تهدف إلى توعية المواطن السعودي بأهمية المأكولات البحرية، وانعكاسها على صحة الإنسان، والوصول إلى المعدل المتوسط عالميا البالغ 18 كيلو جرام للفرد في السنة.
وعن أنواع الاسماك التي يتم زراعتها، أوضح البلاع إن الشركة لديها سلة غذائية متكاملة من المنتجات البحرية مثل الروبيان الفانموي، اسماك السي باس الآسيوي، أسماك السي باس الأوروبي، أسماك السي بريم، بالإضافة إلى خيار البحر الذي يستهدف السوق الآسيوي وخاصة السوق الصيني.
معلناً البلاع بان الشركة لديها خطة تسويقية مكثفة خلال الفترة القليلة القادمة لانتشار منتجاتها بجميع انحاء المملكة تحت الاسم التجاري الجديد "نقوا"
من جانبه قال الامين العام للجمعية السعودية للاستزراع المائي، محمد ابراهيم عذيبي، "إن الأنتاج المتوقع من المنتجات البحرية قد يصل الى 650 الف طن سنويا، مع الزيادة السكانية المضطردة التي تعيشها السعودية، مؤكدا أهمية الاستزراع السمكي للسعودية متعددة بعضها مباشر والبعض الاخر غير مباشر.
ويضيف أمين جمعية الاستزراع المائي السعودية إن سياسة الحكومة السعودية تنويع مصادر الدخل، وضخ مزيد من الاستثمارات في منافذ اقتصادية جديدة في محاولة للتقليل من الاعتماد على البترول والصناعات المرتبطة به والذي يشكل النسبة الاكبر من ايرادات ودخل المملكة ، يأتي الاستزراع المائي كأحد هذه الخيارات المهمة في حالة تم تطويره وتحويلة الى صناعة حقيقة تساهم في التنمية، ولتحقيق هدف تنويع المصادر فان الحكومة السعودية تعمل على توطين الوظائف، مؤكدا ان الاستزراع المائي سيسهم في توفير وظائف للشباب السعوديين من الجنسين وفرص عمل لأبناء المناطق التي تتواجد بها من الجنسين، وتم تخصيص وظائف مشاريع التصنيع والتجهيز للنساء، مبيننا وجود امثلة قائمة لبعضها في مصانع التجهيز في المجموعة الوطنية للاستزراع المائي ومشروع أسماك تبوك قيد التنفيذ.
من جانبه قال المهندس الزراعي، محمود خالد السماعيل، " إن المياه المخصصة لزراعة السمك منها الطبيعي، والكيميائي، مبيننا ان الطبيعي يتميز بسقوط الضوء على الأحواض، إضافة إلى تلون الماء باللون الأخضر عند وجود طحالب، وللأزرق، واللون البني، ويتميز الماء الطبيعي بتعرضه للحرارة.
ويشير إلى أن المياه الكيميائية تتعرض إلى نقص الاوكسجين الذائب في الماء ما يؤدي إلى الموت المفاجئ للسمك أو التدريجي، وتتم معالجة تلك المشكلة باستخدام مضخات التهوية الميكانيكية مع تركيب الحجر الخفاف و تعتبر هذه الطريقة أكثر الطرق شيوعًا لمعالجة مشكلة نقص الأكسجين، ويتميز الماء الكيمائي الى قلة درجة الملوحة، بالإضافة الى قلة معدلات ثاني أكسيد الكاربون، والحموضة في الماء، وزيادة تركيز أيونات الكالسيوم و الماغنسيوم.
وبين السماعيل ان اختيار الموقع الأنسب لزراعة السمك يحدده القرب من مصادر المياه، والتركيز على عدم تسرب الماء من الموقع، وابتعاده عن المخلفات الزراعية و الآدمية.
واستطرد في الحديث إلى شكل الأحواض الزراعية، مبيننا أن تحديدها يعود إلى نظام الاستزراع، ومنها المكثف يحتاج لمسطحات محدودة المساحة، بعكس الاستزراع الموسع يتطلب مسطحات مائية كبيرة، ويتم تربية الاسماك بكثافة مناسبة.
وعن تقسيم الاحواض داخل المزرعة أوضح السماعيل انقسامها الى احواض الامهات، وأحواض التفريخ، وأحواض التحضين ، واحواض التربية، وأحواض التسمين، وأحواض البيع.
مؤكدا أهمية تغذية الأسماك المكون من العلف المحلي، والا يحتوي على المواد الضارة، أو السموم، والمبيدات.
لافتا إلى أن السمك كغيره من المخلوقات معرض للأمراض، ويصيب الأسماك أمراض فطرية تنتشر بسبب تلوث الماء، وعدم التهوية بشكل كافي, وارتفاع نسبة الأمونيا في الماء، ويعتبر فطر السابرولوجينا، وفطر تعفن الخياشيم هما أكثر الفطريات انتشارا، إضافة إلى أمراض بكتيرية تظهر نتيجة الكثافة الزائدة بالحوض، ويتعرض للأمراض الفيروسية ويتم التخلص من أسماك الحوض الذي ظهرت به الإصابة و حرق الأسماك والنباتات المائية به ثم العمل على تخفيف الحوض ومحتوياته، وتعقيمه لفترة، وتجفيفه لمدة قبل إعادة استخدامه لعدم وجود علاج لهذا المرض.
