سبق لفهمي مشاهرة أن رزق بطفلته "عزيزة" قبل 5 سنوات، بالطريقة نفسها. وهي طريقة أجبر الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين على استخدامها، نتيجة لكثرة الأحكام الجائرة، وللظروف الظالمة التي تفرضها عليهم إسرائيل. إذ يؤمن الأسرى الفلسطينيون بأنهم سيخرجون يوما ما من السجون، ويعيشون بكرامة، فهم تواقون لبناء أسرهم ومستقبلهم.
سفير الحرية
بداية، شهدت طريقة النُّطَف المهربة نجاحًا ملحوظًا لزوجات عدد من الأسرى الفلسطينيين، نتيجة لأمل الفلسطينيين في الإنجاب، حتى داخل السجون الإسرائيلية، فكثير من الأمهات الفلسطينيات تعلمن طريقة تهريب النطفة، وطريقة استلامها وموعد إجراء عملية التلقيح الاصطناعي، وكذلك الشروط الواجب الالتزام بها، لضمان سلامة النطفة وبقائها إلى حين إجراء عملية التلقيح.
وجرت أول عملية ناجحة لتهريب النطف من داخل السجون الإسرائيلية، للأسير عمار الزبن، الذي يقضي عقوبة السجن 27 مؤبدًا. اعتقلته القوات الإسرائيلية، عام 1998، بتهمة مشاركته في عدد من العمليات "الفدائية" داخل الأراضي الفلسطينية. رُزِق بمولوده الأول، مهند، في 2012. وخلال محاولة أخرى لتهريب النطف، أنجبت زوجة الأسير الزبن، مولودها الثاني، صلاح الدين، في 2014، ليكون الطفل الثاني في العائلة، الذي يولد بواسطة النطف المهربة.
فترات سابقة
وتشير بعض المصادر الفلسطينية إلى أن عدد الأطفال الذين جرى إنجابهم بواسطة النطف المهربة من داخل السجون الإسرائيلية، بلغ 65 طفلًا، بعد نجاح 51 أسيرا فلسطينيا في تهريب النطف إلى زوجاتهم.
يشار إلى أن عملية نقل النطفة تستلزم تقنيا وعاءا يتم شراؤه من الصيدلية ودرجة حرارة بين 35 و36 درجة. على أن يتم تجميدها في درجة حرارة منخفضة جدا، وبذلك يمكن الحفاظ عليها حية لوقت طويل لتتم عملية تلقيحها في الأنبوب.
أبعاد اجتماعية وسياسية
اتخذت عملية تهريب النطف بعدا اجتماعيا وسياسيا وتأويلات نفسية، تجعلها رمزا للبطولة الفلسطينية، وأغلب الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية هم من الضفة الغربية، ويتجاوز عددهم 6 آلاف أسير، وأن عشرات العمليات الطبية الناجحة التي أجريت مؤخرا تم أغلبها في الضفة الغربية.
يوجه الأسرى الفلسطينيون رسالة مهمة للقوات الإسرائيلية، وتتمثل في أن الحياة مستمرة، وأنهم لا يزالون يتمسكون بالأمل، وأن الأحكام التي صدرت بحقهم لن تكون نهاية المطاف، ولن تقف عائقًا أمام تحقيق مزيد من الانتصارات على السجون الإسرائيلية.