أشار المحلل السياسي في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إلى أن تحالفات جديدة بدأت تتبلور في المنطقة وتقارب غير معلن بين الخليج وسوريا، تم ترجمته عبر لقاءات واجتماعات سرية وزيارة مفاجئة للرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا، أربكت حسابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقطر والمعارضة السورية.
وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى التباين بين الرئيس التركي وأمريكا، الذي كان ظاهرا للعيان في المرحلة السابقة على خلفية دعم الإدارة الأمريكية للأكراد، حيث وجد نفسه اليوم ضمن تحالف جديد يجمعه مع ترامب.
وتابع: "كانت نتيجة هذا التحالف الإفراج عن القس الجاسوس برونسون ورفع العقوبات الأمريكية عن وزيري الداخلية والعدل التركيين وتفاهم حول الدخول إلى شرق الفرات، ما جعل إيران تعيد حساباتها وتعترض على العملية في شرق الفرات"، مضيفا: "يبدو أن هذا التقارب مع أمريكا جعل أردوغان يتملص من تنفيذ اتفاق سوتشي حول إدلب، الذي اتفق عليه مع الرئيس فلاديمير بوتين".
وأوضح المحلل السياسي، إلى أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى العاصمة السورية دمشق، ولقائه الرئيس بشار الأسد، لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتيجة جهد روسي بدأ قبل أكثر من عام، حين زار البشير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2017.
وتابع: "يومها تم طرح فكرة اللقاء والانفتاح على سوريا، وقد وضعت موسكو السوريين في هذه الأجواء في حينها ووجدت ترحيبا من دمشق، لكن تسارع الأحداث بعد مقتل جمال خاشقجي وما تلاه من زيارة وفد إماراتي إلى العاصمة دمشق، دفع الرئيس السوداني للقيام بهذه الخطوة على عجل بعد أن قرأ ملامح المرحلة المقبلة وعنوانها الأبرز "عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية"، وترتيب شؤون المنطقة عربيا لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة، مع العلم أن البشير انتقل إلى دمشق بطائر روسية.
وحول الملف اليمني واللبناني قال السبع: "التفاهم في اليمن والحديث عن تشكيل الحكومة اللبنانية، لا يمكن فصلهم عن أحداث المنطقة، ومن الواضح أن السعودية الآن تعمل على ترتيب أوراقها عربيا من أجل مواجهة التركي سياسيا، مشيرا إلى أن المملكة أبلغت الحريري بضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية، وتحصين البيت الداخلي اللبناني".