تتباين الآراء بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بين من يراها في مصلحة أمريكا ذاتها، ومن يراها انتصارا لروسيا والإرادة السورية.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن حلفاء سوريا وتضحيات الجيش السوري أسقطوا المشروع الأمريكي؛ الذي كان يهدف إلى التقسيم وخلق كيانات وفصائل عدة، مما يساهم في قوة الكيان الإسرائيلي مقابل إضعاف الدولة السورية، وأن خروج القوات الأمريكية يعد انتصارا للإرادة السورية والحلفاء "روسيا وإيران" على مخطط الولايات المتحدة؛ التي مولت ودعمت التنظيم الإرهابي داعش، كما دمرت البنى التحتية للعديد من المدن والقرى في سوريا.
من ناحيته قال اللواء حاتم باشات عضو اللجنة الأفريقية بمجلس النواب المصري وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، إن الانسحاب الأمريكي من سوريا قد يحمل بعض الاحتمالات التي ستكشف عنها الأيام المقبلة، وخاصة فيما يتعلق بإطالة أمد الأزمة.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" إن الانسحاب قد يعقد المشهد خاصة في ظل انفراد تركيا بالمشهد.
وأضاف أن المنطقة تظل رهنا للاتفاقيات الدولية بين الدول العظمى، وأن عملية الانسحاب من سوريا قد تكون لأهداف من شأنها نقل القوات لمكان آخر.
من ناحيته قال عبد الله عثامنة المحلل السياسي الليبي، إن تداعيات قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ينعكس إيجاب على الجانب الأمريكي، خاصة أن السياسة الأمريكية الجديدة تتبنى عدم كثرة التدخلات الخارجية نظرا للضغط الشعبي الأمريكي؛ الذي يطالب بعدم التواجد العسكري في الخارج، خاصة في ظل الخسائر البشرية الكبيرة في أفغانستان وفي العراق.
وتابع أن الولايات المتحدة تريد أن تعطي الدور الأكبر للدول المحلية سواء نفذت أجندتها أم لم تنفذ، لكنها ترى أنها ليست حليفا للجانب السوري، وهو ما يستوجب الرحيل عن الأرض الروسية عاجلا أم آجلا.
وأكد أن الانسحاب يؤكد تفهم الولايات المتحدة، بأن النظام السوري أصبح قادرا على القضاء على ما تبقى من الجماعات الإرهابية، خاصة في ظل الدعم الروسي الذي سيظل حاضرا و محسوبا لموسكو.
وأصبح أن ما كان يشار إليه بشأن تقسيم سوريا وبعض الدول لم يعد موجودا الآن، وأنه على دول المنطقة أن تعي خطورة المرحلة المقبلة ومواجهة التحديات الجديدة.
انسحاب القوات الأمريكية
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال، إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا "ليس مفاجئا"، وإن كل من روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم العدو المحلي لتنظيم "داعش".
وأضاف ترامب في تغريدة له على تويتر إن روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم الأعداء المحليون لتنظيم "داعش"، لقد قمنا بعملهم. لقد حان الوقت للعودة إلى ديارنا والاستعداد لحل المشاكل داخل الولايات المتحدة.
وأشار ترامب "لم يكن الخروج من سوريا مفاجئا، فقد روجت له منذ سنوات، كما أشرت إليه منذ ستة شهور".