وقال إسماعيل في اتصال من الخرطوم لبرنامج "عالم سبوتنيك"، الإذاعي "هناك حالة تأهب وانتشار من القوات الأمنية السودانية في الأماكن التي يتوقع أن تنطلق منها مظاهرات مجددا في عدة ولايات ومدن نسبة للحالة المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن السوداني".
وأشار طلال إلى أن "هناك استجابة من قبل الحكومة لطلبات المحتجين في بعض الولايات مثل البحر الأحمر، التي شهدت مظاهرات في عاصمتها بور سودان، وتم إرجاع سعر رغيف الخبز إلى سعره الأصلي، إلى جانب أيضا ولاية جنوب دار فور المرشحة إلى اندلاع احتجاجات بصورة كبيرة".
وأضاف: "هناك إشكاليات كبيرة تواجه الحكومة في توفير احتياجات للمحتجين، بسبب وجود عوامل اقتصادية تؤثر على استيراد الحكومة للوقود والقمح".
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي، أن "التظاهرات خرجت بصورة عفوية، لوجود احتقان شعبي داخل مدن السودان جراء السياسات الاقتصادية الخاطئة للحكومة السودانية".
وأردف بقوله "تبقى التظاهرات حاسمة إذا دخلت بها القوى السياسية للمشاركة".
واستطرد قائلا "الأحزاب السياسية غير المعروفة هي من تشارك في تلك التظاهرات، كما أن مشاركة القيادات السياسية سيأخذ التظاهرات إلى منعطف تغيير النظام الحالي".
وتواصلت الخميس، لليوم الثاني على التوالي احتجاجات شعبية واسعة في عدة مدن بالولايات، تعاملت معها القوات الأمنية بالقوة وسط أنباء عن سقوط قتيل بمنطقة بربر شمال الخرطوم بإصابة مباشرة في الرأس، كما جرى تداول صورة لقتيل ثاني لقى حتفه في احتجاجات بورتسودان، بجانب طالبين في القضارف.
وشهدت مدن القضارف في شرق البلاد وسنار بالوسط ودنقلا شمالا خروج أعداد كبيرة من المواطنين وطلاب المدارس منذ صباح الخميس هاتفين ضد الحكومة وساخطين على تردي الأوضاع المعيشية.
وأحرق المحتجون في القضارف أحد مقار المؤتمر الوطني قرب السوق، كما تم احراق 3 سيارات حكومية احداها تابعة للشرطة، ووقعت مواجهات عنيفة بيت المتظاهرين والقوات النظامية.
وأفاد شهود عيان أن قوات الجيش في القضارف قامت بحماية المواطنين بينما شوهد قناصة من جهاز الأمن بزي مدني يطلقون الرصاص مما أدى الى سقوط قتلى، بحسب موقع "سودان تربيون".
وفي دنقلا أضرم المتظاهرون النار في مباني أمانة الحكومة وأحرقوها بالكامل.
وفي مدينة بربر بولاية نهر النيل تعاملت الأجهزة الأمنية بالقوة المفرطة مع المتظاهرين وأطلقت الرصاص الحي ما أدى لمقتل المواطن محمد عيسى الشهير بـ(ماكور) وهو من أصحاب الاحتياجات الخاصة حسبما أفاد ناشطون على (تويتر)، مؤكدين تعرضه لإصابة مباشرة في الرأس.
وتمددت الاحتجاجات في نهر النيل الى مناطق شمال عطبرة وصلت حتى منطقة (الباوقة) حيث أغلق السوق الرئيسي وعمت حالة من الشلل التام.
وأعلنت حكومة نهر النيل ليل الأربعاء حالة الطوارئ وحظر التجوال في عطبرة اعتبارا من السادسة مساء حتى السادسة صباحا، كما تم تعليق الدراسة لمرحلتي الأساس والثانوي، وقررت تبعا لهذه التطورات التراجع عن تسعيرة الخبز الباهظة التي أدت لانفجار الغضب الشعبي.
وكانت شرارة المظاهرات الساخطة انطلقت من مدينة عطبرة التي خرجت عن بكرة أبيها في تجمع غير مسبوق، بعد ارتفاع قيمة وجبة الفطور في المدراس لأكثر من الضعف كما أعلنت المخابز عن رفع سعر القطعة لثلاثة جنيهات.
وبدأت في العاصمة السودانية مظاهرات متفرقة كان أكبرها في موقف (جاكسون) للمواصلات العامة وسط الخرطوم حيث طارد المحتجون سيارات الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع بينما سمع دوى رصاص في مناطق أخرى.
ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، أصبحت على بعد كيلو متر واحد من القصر الرئاسي.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن أكثر من 500 متظاهر اقتربوا بنحو كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، فيما أطلقت الشرطة السودانية القنابل المسيلة للدموع تجاههم.