بعد سنوات الحرب... لغز الكهرباء في سوريا...المواطن مشكور وشرق الفرات حل فعال

© Sputnik . Mikhail Voskresensky / الانتقال إلى بنك الصورتصليحات لخطوط الكهرباء، محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، تبعد 20 كيلومترا عن دمشق، سوريا
تصليحات لخطوط الكهرباء، محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، تبعد 20 كيلومترا عن دمشق، سوريا - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
تستمر أزمة الكهرباء في سوريا التي بدأت منذ بداية الحرب السورية بإلقاء ظلالها على الكثير من تفاصيل حياة السوريين، في الوقت الذي شكرت فيه وزارة الكهرباء السورية أمس الخميس المواطنين على تحملهم ظروف التقنين.

وقالت وزارة الكهرباء أن ازدياد ساعات التقنين وتراجع الواقع الكهربائي في الفترة الأخيرة هو بسبب العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سوريا وخاصة على قطاع الطاقة والتي أدت إلى تراجع كميات الفيول الواردة إلى البلاد واللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى ازيداد استهلاك المواطنين من الكهرباء بنسبة 90% في مناحي مختلفة وبسبب انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، بحسب "سانا".

طرطوس تحتضن أكبر مشروع سوري لتوليد الكهرباء الشمسية - سبوتنيك عربي
طرطوس السورية تحتضن أكبر مشروع سوري لتوليد الكهرباء الشمسية (فيديو)
وشكرت الوزارة المواطنين لتحملهم ظروف التقنين الكهربائي وعبرت عن تقديرها لمعاناتهم بسبب زيادة ساعات التقنين في الأسابيع الأخيرة وأهابت بهم تقدير الظروف العامة التي تمر بها البلاد عامة وقطاع الطاقة خصوصا.

وبالرغم من الخسائر التي عانى منها قطاع الكهرباء والتي وصلت قيمة الأضرار المباشرة فيها إلى نحو /4/ مليار دولار، إلا أن توفر التيار الكهرباء بقي مستقرا خلال السنوات الماضية عند حدود تقنين 3 ساعات مقابل 3 وصل، وفي حالات الضغط وصلت إلى 4 قطع بـ 2 وصل وأحيانا 5 بـ 1، إلا أن تراجع الواقع الكهربائي في الفترة الأخيرة طرح علامات استفهام جديدة وخاصة أن المواطن السوري كان ينتظر تحسن الواقع الكهربائي بعد وعود وزارة الكهرباء بتحسين الواقع في العام الماضي وكذلك أمام عودة الكثير من آبار النفط والغاز إلى سيطرة الدولة السورية.

واعتبر الخبير الصحفي يوشع يوسف مدير موقع "مراسلون" في حديثه لوكالة "سبوتنيك" أن مشكلة الكهرباء وتوافرها في سوريا متعددة الأسباب، منها يعود لنقص مادة الفيول اللازمة لتشغيل العنفات وتوليد الكهرباء ، ومنها يعود للحمل الزائد على الشبكات نتيجة استخدام الكهرباء كوسيلة للتدفئة في فصل الشتاء".

وأكد يوسف أن الحل الأفضل لمشكلة الكهرباء هو تحرير شرق الفرات من الاحتلال الأمريكي والحصول على الكميات اللازمة فعليا من النفط والغاز، بالإضافة لطاقة سد الفرات الكهربائية

وقال يوسف: الجميع على علم مسبق بالحصار الجائر على سوريا من قبل الولايات المتحدة وصعوبة توفير مادة الفيول، بالمقابل العديد من الدول حول العالم باتت تنتج الكهرباء عبر الطاقة الذرية " مفاعل نووي ".

ويرى يوسف: "الكهرباء في سوريا تحظى بدعم الدولة، وأسعار الكهرباء التي تتقاضاها الحكومة لا تساوي تكلفة الإنتاج، وهنا تمكن المشكلة في تقديم أي حل جديد يترتب على الحكومة المزيد من الانفاق مقابل تأمين مادة الكهرباء بشكل دائم".

وبرأي يوسف أن "هناك حلول بتأمين مادة الفيول محليا ً من خلال إنشاء محطات تكرير إضافية تؤمن زيادة الطلب على الفيول بعيدا عن الاستيراد، بالإضافة لإمكانية استجرار الكهرباء من دول الجوار، أما الحل غير مباشر هو تأمين مستلزمات التدفئة من غاز و مازوت وهذا سيؤدي بالضرورة إلى تقليل الطلب على الكهرباء لأغراض التدفئة لاسيما أن وضع الكهرباء في فصلي الربيع والخريف وعلى مدار السنوات السابقة كان جيدا ً عندما تناقص الطلب على الكهرباء مقارنة بفصلي الشتاء والصيف".

من جهته قال عضو مجلس الشعب الدكتور حسين راغب إن "قطاع الكهرباء في سوريا تأثر كثيراً وتضرر بسبب الإرهاب الذي ستهدف محطات توليد الكهرباء و كل ما يتعلق بمراكز توليد ونقل وتوزيع الكهرباء، بالإضافة إلى استهداف مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية (الفيول والغار وقوة الدفع المائية في نهر الفرات)، وأنه بعد قيام الجيش العربي السوري بتحرير العديد من المناطق و المنشآت النفطية وحقول الغاز تحسنت واردات الوقود وارتفع إنتاج الكهرباء من ما يعادل استطاعة 1200 ميغاوات عام 2016  إلى نحو 5600 ميغاوات في عام 2017 و 2018.

وأشار إلى ازدياد ساعات التقنين بسبب إلى زيادة استهلاك للطاقة الكهربائية وعدم قدرة المنظومة الكهربائية بتغطية المساحات التي جرى تحريرها من الارهاب.

وبالنسبة للحلول، قال الدكتور راغب: "اليوم يجب أن تكون المعالجة من خلال العمل مع الأصدقاء لجهة توريد المزيد من محولات الكهرباء بمختلف الاستطاعات ومحولات توزيع وكابلات، كماً عملت الصين مؤخرا على تقديم 800 محولة كهرباء، فهذه المعدات بشكل عام تساعد في تأمين الكهرباء بشكل أفضل وتحسن واقع الشبكة الكهربائية وتعالج ضعف التوتر في العديد من المناطق. كذلك يجب تفعيل الخارطة الاستثمارية بالطاقات المتجددة، وأيضاً وضع برنامج سريع لصيانة محطات التوليد وتحسين أداء العنفات وزيادة الكمية المولدة من الطاقة الكهربائية.

خط الكهرباء - سبوتنيك عربي
تدشين أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في سوريا
وتابع "هناك ضرورة في الإسراع لإعادة تفعيل محطة توليد حلب الحرارية ومحطة محردة بقدرة 350 ميغاوات ، وجزء من هذه المشاريع جرى الاتفاق عليه في مذكرات تفاهم بين الحكومة السورية والأصدقاء الروس.

وختم الدكتور راغب "بالنسبة للمواطن السوري يجب عليه العمل على عقلنة استجرار الطاقة الكهربائية بحيث يكون هناك وعي بضرورة تقاسم الأعباء مع الدولة السورية وضرورة تحقيق توازن أساسي ما بين الطلب على الكهرباء و كميات الكهرباء المنتجة".

يذكر أن الحكومة السورية دشنت منذ أيام مع الجانب الإيراني إطلاق العمل لتأسيس محطة توليد كهرباء في محافظة اللاذقية.

من جهة ثانية كانت الحكومة السورية أطلقت في 12 نوفمبر/ تشرين الأول الحالي مشروع محطة توليد الكسوة الكهروضوئية لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية باستطاعة 1.26 ميغاواط يوفرها 6 آلاف لاقط شمسي بتكلفة تبلغ نحو مليار ليرة سورية.

وذكرت "سانا" أن المحطة تعمل على توليد كهرباء بمعدل 2 مليون كيلوواط ساعي سنوياً تكفي لإنارة 500 منزل على مدار العام ويتم من خلال المحطة توفير 500 طن من الفيول سنويا بقيمة 90 مليون ليرة وتم ربط المحطة بالشبكة الكهربائية عن طريق الوصل المباشر بالمخرج 20 ك.ف.

وتستعد مدينة طرطوس على الساحل السوري، لافتتاح المشروع الأكبر والأول من نوعه في البلاد لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.

وقام رجل الأعمال السوري مازن حماد بتنفيذ مشروع حيوي يعتمد على الطاقة الشمسية وما يعرف بالشرائح الضوئية لتعويض النقص الكهربائي الذي تعاني منه سوريا، فالمشروع الذي يفترش الطريق الساحلي لمدينة طرطوس، يعتمد على أشعة الشمس في توليد "الطاقة النظيفة"، ما يوفر مئات الملايين على خزينة الدولة كثمن فيول ومشتقات نفطية.

ويعد تعويض النقص الحاصل في القدرات الكهربائية لمحطات الطاقة هدف لكثير من الباحثين عن البدائل لذا تتسارع الجهود المحلية التي يقوم بها عدد من السوريين لخلق طاقة بديلة قادرة سد النقص.

وفي حديثة عن  تفاصيل المشروع قال مازن حماد لوكالة "سبوتنيك":

"إن المشروع يهدف لإطلاق أضخم محطة لتوليد الطاقة باستخدام "الطاقة الشمسية" بتكلفة مبدئية تصل إلى 5 مليارات ليرة سورية، ما يزيد قدرة الطاقة الكهربائية على مستوى سوريا بطاقة تصل إلى 5 ميغاواط، وسيتم تدشينها على ثلاث مراحل، 2 ميغاواط خلال الأسابيع القليلة القادمة، والباقي خلال الأشهر الثلاثة التالية بمعدل 1 ميغا إضافي كل شهر ليصل إلى 5 ميغا، وسيولد المشروع نحو 9 ملايين كيلو واط ساعي سنويا".

الحياة اليومية في دمشق، سوريا - سبوتنيك عربي
الصين تهدي سوريا 800 محولة كهرباء
وتتميز الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء بمنافستها لمصادر الطاقة الأخرى كالسدود والرياح والعنفات البخارية كما تعد صديقة للبيئة على عكس كثير من المصادر الأخرى.

وتتطلع الحكومة السورية إلى تطوير قطاع مصادر الطاقة البديلة، وقد أطلقت سلسلة من المشاريع الصغيرة لتغذية المدارس والمؤسسات الحكومية بالطاقة الكهربائية الشمسية، فيما دشنت منتصف شهر تشرين الثاني الماضي مشروع محطة توليد الكسوة الكهروضوئية لتوليد الكهرباء باستطاعة 1.26 ميغاواط توفرها 6 آلاف لاقط شمسي بتكلفة تبلغ نحو مليار ليرة سورية.

وتعمل هذه المحطة على توليد كهرباء بمعدل 2 مليون كيلوواط ساعي سنويا تكفي لإنارة 500 منزل على مدار العام ويتم من خلال المحطة توفير 500 طن من الفيول سنويا بقيمة 90 مليون ليرة وتم ربط المحطة بالشبكة الكهربائية عن طريق الوصل المباشر بالمخرج 20 ك.ف.

وتأتي هذه المشاريع في سياق توجه الحكومة السورية للاستفادة من طاقة الشمس وتوفير الطاقات الأخرى مثل الغاز والنفط وتحقيق التنمية المستدامة.

وبحسب وزير الكهرباء السوري محمد خربوطلي قد تم خلال شهر كانون الثاني 2018 توقيع خارطة طريق مع وزير الطاقة الروسي تتضمن مجالات التعاون في مجال الطاقة والمشاريع الممكن تنفيذها بالتعاون مع الجانب الروسي وحسب الأولويات ووفق إمكانيات توفير التمويل ومن هذه المشاريع:

— إعادة تأهيل المجموعات 2-3-4 في محطة توليد حلب الحرارية.

— تنفيذ مجموعة توليد بخارية باستطاعة 350 م.و في محطة توليد حلب.

— تنفيذ وتركيب محطة توليد مجموعتي توليد بخاريتين (2×350) م.و في محافظة دير الزور.

— توسيع محطة توليد تشرين بتنفيذ مجموعتي توليد بخاريتين (2×350) م.و.

— توسيع محطة توليد محردة بتنفيذ مجموعتي توليد بخاريتين (2×350) م.و.

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала