ويقول النائب السابق والمرشح عن المقعد السني في طرابلس مصباح الأحدب لـ"سبوتنيك" إن "الانتخابات الفرعية في طرابلس هي إستحقاق دستوري لا نستطيع أن نتغيب عنه لأننا لا نقبل بتغييب طموحات طرابلس، ونحن نستعد لهذه الانتخابات انطلاقاً من التقرير أو الاعتراف الذي قدمه القاضي أنطوان مسرة العضو في المجلس الدستوري، الذي يقول بأن الانتخابات السابقة كانت مشكك في صحتها، ونحن نعلم بأن المهم هو إظهار الواقع الحقيقي لطرابلس، لأنه كان هنالك ثمة توحد بين السياسيين الذين قرروا بأن الأولوية في هذه المرحلة هي مواجهة الهجوم الإيراني في حين نحن نعلم أن الأولويات في طرابلس مختلفة تماماً وهي قائمة على ما نلنا من وعود".
وأضاف: "نحن نرى أن هذه السلطة التي لطالما وعدت طرابلس بالتطور، وطرابلس كانت وفية لهذه السلطة وصدقت كل هذه الوعود، ولكن مع الأسف رأينا الأرقام مختلفة تماماً، مؤتمر "سيدر" الذي سيكون ديون على كل اللبنانيين لا يحسب حساب طرابلس إلا برقم ضئيل جداً في حين أن طرابلس تشكل 15% من سكان لبنان، "سيدر" لتطوير مناطق محددة من لبنان وعلينا أن ندفع ضرائب لتطوير هذه المناطق وهذا أمر مرفوض".
ولفت الأحدب إلى أن هنالك إستياء كبير لأن أهالي طرابلس تقزموا إلى مجموعات تكون في بعض الأوقات مقاتلة وفي بعض الأوقات ناخبة، يخيفوا بها الناخبين وبنفس الوقت يخيفونهم بالسجن، أهالي طرابلس اليوم ممتعضين وليسوا قابلين إلى الذهاب إلى الصناديق للاقتراع لمرشحي السلطة، بالمقابل هنالك 70% ممن لم يقترع في الانتخابات السابقة قد يكون لديه كلمة في هذه المرحلة 5% منهم ممكن، ولكن المناخ العام هو اليأس، لأنهم عملوا على مدى 10 سنوات لتيئيس الناس ولكن لم ييأس الجميع".
واعتبر أن هذه "المناسبة لن تمر مرة أخرى لنبصم للسلطة التي تسرقنا، وأولادنا في السجون، بحجة محاربة الإرهاب، هذه السلطة لا تحارب الإرهاب بل تحارب أهل طرابلس وتريد أن تستدين على ظهرنا ومن واجباتنا أن نقف ونقول كلا، ونحن نعمل على عريضة تتضمن مطالب طرابلس لنتقدم بها إلى الدول المانحة، ومن غير الصحيح أن طرابلس مسلمة نفسها لقيادات سياسية تبيع وتشتري بها مثلما تريد"، مشيراً إلى أن "طرابلس وفية وليست غبية، وطرابلس لأهلها".
بدوره يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين إن "نسبة الاقتراع في الانتخابات النيابية التي جرت في أيار/مايو عام 2018 بلغت 39،7 % وعدد المقترعين حوالي 94 ألف، اليوم من المستحيل ومن الصعب جداً أن تبلغ هذه النسبة، لذلك هناك بالتأكيد إنخفاض في نسبة الاقتراع، هناك توقعات أن النسبة لن تزيد عن 8 إلى 10% يعني بحدود 20 إلى 23 23 ألف مقترع".
وأشار شمس الدين في حديث لـ"سبوتنيك" إلى أنه من المبكر الحديث عن أي نسبة للاقتراع لأن هناك اليوم برودة، لكن هناك زيارات لعدد من مسؤولي "تيار المستقبل" لا سيما رئيس الحكومة سعد الحريري بين اليوم والغد إلى طرابلس من الممكن أن تشجع وتحفز الناخبين أكثر وبالتالي استناداً للواقع الحالي النسبة ستكون متدنية، وسننتظر زيارة المسؤولين كم ستزيد نسبة الاقتراع".
ولفت إلى أن المعركة في طرابلس هي معركة نسبة إقتراع وأعداد مقترعين وليست معركة فوز أو خسارة.
واعتبر شمس الدين أن "طرابلس هي ثاني مدينة في لبنان من حيث عدد السكان بعد بيروت، لكن فيها حالات من الفقر الشديد، حوالي 37 % من أهل المدينة هم دون خط الفقر ويعانون من عدم القدرة على تأمين الحد الأدنى من الغذاء والملبس في حياتهم، وهناك ارتفاع في نسبة البطالة إذ تزيد عن 25 % وبالتالي الأسعار في طرابلس منخفضة عن باقي المناطق اللبنانية بنسبة 10 إلى 15 % وهذا يدل على أن مستوى المعيشة متدني في هذه المدينة".
ويتحضر رئيس الحكومة سعد الدين الحريري لزيارة مدينة طرابلس غداً الجمعة، لتقديم الدعم لمرشحة "تيار المستقبل" ديما جمالي".
