واستطرد بيليكا: "لا شك أن صدام حسين، والذي حظي حزبه، البعث، بدعم أمريكي في انقلابه على الرئيس [عبد الكريم] قاسم في 1963، قد حكم البلاد بيد من حديد، ولكن تحت قيادته، نما العراق سريعا وازدهر ليصبح مجتمعا معاصرا".
وتابع: "كانت الموارد الطبيعية ملكا للعراقيين بحق، ولم يكن العراقيون في حاجة إلى ترك بلادهم مثلما كان الحال في ظل الحظر الأممي وما بعد ما يعرف بتحرير العراق في 2003".
وأضاف بيليكا: "كان خطأ صدام الأكبر هو انجراره إلى حرب بالوكالة مع إيران في عام 1980 واحتلال الكويت بعد عشر سنوات"، متابعا: "لقد تكشفت اليوم ملابسات تلك الحروب، وبتنا نعلم جيدا من المستفيد منها، ومن صارت قواعده العسكرية في كل ركن من الشرق الأوسط".
وشهدت العلاقات بين الكويت والعراق أوقاتاً صعبة، منذ استقلال الكويت عن الدولة العثمانية عام 1913، وفي حزيران/يونيو 1932 اعترف رئيس وزراء العراق نوري السعيد بالحدود المرسومة بين البلدين إبان الحكم العثماني، واعترف العراق باستقلال الكويت وبالحدود العراقية — الكويتية في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1963.
وبعد انتهاء الحرب العراقية — الإيرانية (حرب الخليج الأولى) في العام 1988، بدأت بوادر خلافات بين النظام العراقي بقيادة حزب البعث، والسلطات الكويتية، وكانت الذرائع الأساسية للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، خلافات حول بعض آبار في المناطق الحدودية، ثم تطورت إلى اعتبار الكويت أحد المحافظات التاريخية التابعة للعراق.
وفي2 آب/ أغسطس 1990، اجتاحت القوات العراقية الكويت، وغادرت "عائلة الصباح" الحاكمة إلى السعودية، ولم تعد إلا بعد تحريرها من الاحتلال على يد قوات التحالف، فيما سمي بـ "حرب الخليج الثانية"، والتي بدأت في يوم 17 كانون الثاني/يناير 1991.