ويرى المحللون أن تصنيف جماعة "أنصار الله" منظمة إرهابية من جانب البرلمان العربي، هو مؤشر خطير لما يمكن أن تشهده المرحلة المقبلة.
قال العميد عبد الله الجفري، الخبير العسكري اليمني في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم السبت 22 يونيو/ حزيران: "نحن اليوم أمام خيار الوجود من عدمه، وقرار البرلمان بتصنيفنا "جماعة إرهابية" لا يؤثر علينا من قريب أو من بعيد، ونحن مؤمنون بعدالة قضيتنا وتم الاعتداء علينا"، مضيفا: "الدفاع عن النفس حق مشروع تكفله كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية والديانات السماوية".
وتساءل الجفري: "إذا كان قصفنا لبعض المواقع وضعنا في قائمتهم الإرهابية، فماذا يمكن أن نسمي قصفهم لكل البنى التحتية وقتل المدنيين"، مضيفا: "هل نسميها أعمال إنسانية، أم أن أي عمل لا يحقق مصالح القوى الكبرى وأهدافها يمكن أن يتصف بالإرهاب أو تهديد الأمن والسلم العالمي وغيرها من المسميات".
وأضاف الخبير العسكري: "السبب في المعاناة، التي يعيشها اليمنيون اليوم هو مجلس الأمن والمجتمع الدولي وما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني، وجامعة الدول العربية ومنظمة المجتمع الإسلامي وغيرها من المؤسسات، التي شكلت بواسطة الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية".
وتابع: "الأمم المتحدة شكلت بمقترح من الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت بديلا عن عصبة الأمم لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الاقتصادية".
وأوضح الجفري: "من تقدم بمقترح إنشاء الجامعة العربية هو رئيس الحكومة البريطانية (تشرشل) لتكون غطاء عربي لتمرير مشاريعهم، وتصبح عبء على هذه الشعوب و"وصمة عار" لأنها محسوبة على العرب ومصالحهم وهي من تتآمر على العرب".
وتتواصل على الأراضي اليمنية منذ أكثر من 4 سنوات معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، وبين الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية مدعوما بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى.
ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير / كانون الثاني من العام 2015.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية.