يرى برلمانيون عرب، أن ورشة البحرين لم تحقق الغاية الأمريكية، وأنها تبحث عن بدائل، كما أنها يمكن أن تسخر أدواتها المختلفة للضغط على الدول العربية، التي أكدت على مواقفها بشأن تسوية القضية الفلسطينية أكثر من مرة.
من ناحيته قال محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المصري، إن الولايات المتحدة لا تكل من محاولة استخدام أدواتها المتعددة لتحقيق مصالحها في المنطقة، أو ما يتوافق مع رؤاها.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك": "الولايات المتحدة أدركت أنها بحاجة إلى تغيير رؤيتها بعد الموقف العربي، الذي تجلى في ورشة البحرين، التي عقدت في يونيو / حزيران الماضي".
ويرى العرابي أن الولايات المتحدة أدركت أن الخطة، التي طرحتها قد تحتاج لبعض الوقت، من أجل إعادة دراستها، خاصة بالشكل الذي طرحت به، وأن الإغراءات الاقتصادية يمكن أن تحل القضية الفلسطينية حسب رؤيتهم، مضيفا: "إلا أن "ورشة البحرين"، أكدت على الموقف العربي، أكثر ما أفادت الموقف الأمريكي".
ويوضح العرابي أن عدم ظهور أي متابعة لورشة البحرين يؤكد على أن هناك إعادة تقييم للمبادرة الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط.
وشدد العرابي على أن الموقف المصري يظل ثابتا تجاه الكثير من المواقف، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد أكثر من مرة على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية.
وأشار العرابي إلى أن مواقف مصر ثابتة، وأن الولايات المتحدة تدرك أن مواقف القاهرة لا تغيرها الإغراءات الاقتصادية، أو أي أفكار جديدة بشأن عملية السلام، إلا إذا كانت قائمة على تحقيق السلام العادل بما يعني حقوق الشعب الفلسطيني.
أوراق الضغط وسياسة المحاور
وشدد العرابي على أن الولايات المتحدة والدول الكبرى بشكل عام لا تكل من المحافظة على مصالحها بوسائل مختلفة، وأنه في المقابل يحق لدول المنطقة المحافظة على مصالحها الخاصة بما في ذلك حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي ذات الإطار يرى النائب عمار طعمة، عضو البرلمان العراقي، أن الولايات المتحدة نجحت في خلق "علاقة تضاد" بين الدول العربية، حتى وصل الوضع في الدول العربية إلى سياسة المحاور.
وبحسب تصريحات طعمة إلى "سبوتنيك"، فإن الولايات المتحدة استفادت من الانقسام الحاصل، في تأييد سياستها ومواقفها في المنطقة، وأن بعض الدول تقتنع بأن اصطفافها إلى جانب أمريكا يؤمن لها مواجهة التحديات والمخاطر من دول أخرى ترتبط بها خصومات وعلاقة توتر.
استثمار التوتر وإثارة القلاقل
ويرى طعمة أن الولايات المتحدة استفادت من التوتر القائم مع الجانب الإيراني، وأنها استثمرت الخلاف في خلق اصطفاف يؤيد سياسة واشنطن في المنطقة، من بعض الدول العربية التي تربطها بإيران علاقة توتر منذ سنوات، وأن الإدارة الأمريكية وظفت كل الأدوات لتوسعة جبهتها وتأييد رؤيتها بما يسمى "صفقة القرن".
وتابع طعمة، أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع كل دولة حسب الضغوط المناسبة، خاصة أن الدول المؤثرة أوضاعها الاقتصادية مستقرة، تستخدم معها فزاعة الخطر القادم من إيران.
أما الدول الأخرى، التي تعاني من أوضاع اقتصادية غير مستقرة، يمكن أن تطوع مواقفها من خلال الضغوطات الاقتصادية، فيما تمارس آلية أخرى مع الدول، التي لا تحظى فيها الأنظمة بتأييد شعبي، حيث أنها يمكن أن تنهار أمام الضغوط الاقتصادية، أو تأليب الأوضاع وزعزعة الاستقرار وإثارة القلاقل، التي يمكن أن تمارسها الإدارة الأمريكية.
وشدد على أن الإدارة الأمريكية لا تتعامل مع العراق بنفس الطريقة، التي تتعامل بها مع الدول الأخرى، وأن التنوع السياسي والمجتمعي في العراق، يصعب معه توجيه مواقف الحكومة نحو محور على حساب آخر.
ورشة البحرين وموعد نشر الخطة
وأضاف غرينبلات، في مقابلة حصرية مع شبكة "i24news" الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن، الجمعة 12 يوليو، بشأن مناقشة خطط الرخاء المستقبلية المقترحة للفلسطينيين بعد قمة المنامة الاقتصادية التي عقدت في البحرين: "نحن نفهم تماما أنه لا يوجد شيء يسمى بالسلام الاقتصادي، ولكن لا يوجد شيء أيضا يسمى بالاتفاق السياسي دون خطة اقتصادية قوية للغاية".
وفي نهاية يونيو الماضي، عقدت ورشة عمل في المنامة عاصمة البحرين، أطلقت فيها واشنطن الجانب الاقتصادي من خطتها للسلام في الشرق الأوسط "صفقة القرن"، وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام، كما وتشمل دعم الدول المجاورة لفلسطين، وهي لبنان والأردن ومصر، بحسب البيت الأبيض، إلا أن الجانب الفلسطيني قاطع المشاركة ورفض الورشة بمجملها.
وكان المستشار في البيت الأبيض، جاريد كوشنر، قد اتهم القيادة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها، مؤكدا أن الباب لا يزال مفتوحا أمامها.