دخلت المرأة في السعودية مجال الطيران والرياضة والعمل القضائي، وبعض الأماكن في المؤسسات التابعة للجانب المدني بالشرطة، فيما تزال بعض القطاعات لم تلتحق المرأة بها في المملكة منها الجيش والشرطة، إلا أنها وبحسب حديث فتيات سعوديات لـ"سبوتنيك"، ليست بعيدة، وأن المملكة في طريقها للتمكين الكامل للمرأة، مع التأكيد على أن الكثير من الفتيات يرغبن بالانضمام للجيش والشرطة.
قالت الدكتورة آلاء الزهراني من الرياض، إن حرص القيادة الدائم على تمكين المرأة السعودية التي كانت في صميم اهتمامات رؤية 2030 المستقبلية يعد امتدادا لاستمرارية دور المرأة في المجتمع، وتمكينها في جميع المجالات.
وأضافت في حديثها إلى "سبوتنيك"، الأحد، أن القيادة أولت اهتماما لتعزيز مشاركة المرأة في وقت سابق، عبر تعيين أول نائبة وزير في العام 2009، ثم دخول المرأة إلى مجلس الشورى في العام 2013 لتشارك في اتخاذ القرارات المهمة لصالح المواطن والمجتمع.
مستويات الدعم
وأوضحت أن أهداف الرؤية انعكست على جميع الفئات من النساء في المجتمع، وأن ذلك يعكس التقدير الحقيقي لقيادة المملكة ونظرتها الإيجابية للمرأة السعودية.
وأشارت إلى أن القيادة السعودية قدمت للمرأة أعلى مستويات الدعم، عبر تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة في سوق العمل، في القطاعين الخاص والعام في جميع المجالات، وكذلك الاهتمام الكبير بقطاع التعليم.
وشددت على أن عمليات التمكين تعد تمهيدا للدور الذي تلعبه في نجاح رؤية 2030.
وتابعت أن المملكة شهدت إعلانات وتوفير الكثير من الفرص من منظمات بارزة في القطاعين الحكومي والخاص، لتعيين السيدات في المناصب التنفيذية والقيادية ومجالس الإدارة.
أول سفيرة
وأوضحت أن أبرز الأمثلة على الصعيد العالمي تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز، سفيرة للمملكة في الولايات المتحدة، لتكون بذلك أول سفيرة في تاريخ السعودية، وأن الفرص المقبلة ستكون أعظم للمرأة السعودية.
وأكدت على رغبة الفتيات في الالتحاق بالجيش والشرطة كونه يخدم الوطن، خاصة في ظل الحاجة للعنصر النسائي في مجالي المرور والشرطة، وأنها تملك القدرة على العمل في كل المجالات بما في ذلك حرس الحدود والسجون والنيابة.
واستطردت: "أنا مثال حي لدعم قيادتي لي بإكمال دراستي في الخارج، وحصلت على الشهادة العليا من أهم الجامعات العالمية، وهدفي الأن أن أخدم بلدي ووطني وأهلها".
أحلام الفتيات والجيش
قالت لين الفاضل جامعية سعودية، إن حلمها منذ صغرها الالتحاق بالقوات المسلحة السعودية.
وأضافت الفاضل في حديثها إلى "سبوتنيك" الأحد: "هناك الكثير من السعوديات يحلمن بأن يقدمن للوطن كل ما يملكهن، واتمنى أن تصبح كل تلك الأحلام حقيقة في الوقت القريب".
وأوضحت أن تجنيد الفتيات بدأ من خلال الموظفات في الجوازات، حيث أصبح مسماها الوظيفي "جندي"، وأنها تتوقع أن المرأة السعودية ستدخل الجيش قريبا، إلا أن الأمر يكون بالتدريج.
وترى الفاضل أن تمكين المرأة في السعودية يعد خطوة هامة للغاية، وأنها أصبحت الأن مسؤولة عن نفسها كليا دون اللجوء للغير، وأن هذه الخطوة يفتخر بها كل سعودي وسعودية في الوقت الراهن.
ما الذي تبقى؟
في تصريحات سابقة قالت الكاتبة السعودية فضيلة الجفال:" لم يتبق قطاع لم تمكن فيه المرأة السعودية ضمن رؤية المملكة 2030، بقيادة المجدد سمو ولي العهد محمد بن سلمان، لدرجة تشعر بكثافة تواجد وأولوية النساء السعوديات في كل المواقع."
وأضافت في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك":"بالنسبة لمنصب القضاء فهذا متوقع قريبا بعد دخولها المجال بقوة، أما بالنسبة لمناصب قيادية في الشرطة والجيش فالأمر يتعلق بالتهيئة والكفاءة، إن توفرت، ولا يقتصر فقط على جنس الإنسان كذكر أو أنثى فحسب، لكن هناك عسكريات وسيدات أمن في أغلب الأجهزة."
سعوديات في النيابة العامة
في وقت سابق التقى النائب العام الشيخ سعود المعجب، عضوات النيابة العامة ملازمات التحقيق المعينات حديثا، وذلك في مقر النيابة العامة الرئيسي بحضور وكيل النيابة العامة الشيخ شلعان شلعان.
وأشار الشيخ المعجب إلى أن المرأة السعودية أثبتت جدارتها وكفاءتها في الالتحاق بجميع الأعمال التي تقوم بها، وفقا لصحيفة "سعودي جازيت".
وأوضح المعجب أن النيابة العامة قامت باختيار صفوة من أبناء وبنات الوطن للعمل في النيابة العامة، مؤكدا أن هذه هي الدفعة الأولى لعمل المرأة وستتبعها دفعات عديدة.
وأوضح المعجب أن عضوة النيابة ستلتحق بدبلوم جنائي لمدة عام كامل يتضمن الدراسة الأكاديمية، والتدريب في مجال العمل، والزيارات لجهات الاستدلال ومنها الطب الشرعي، للاطلاع على ما يتعلق بإنهاء القضايا.
يذكر أنه حسب الأنظمة في النيابة العامة فإن مهمة ملازم تحقيق التي تم تعيين المرأة السعودية عليها تعني أنها "محقق جنائي" يحمل الصفة القضائية ويعمل على وظيفة (مدنية).
شروط تجنيد النساء في السعودية
في مطلع العام الماضي 2018، مهدت مديرية الأمن العام السعودية الطريق أمام النساء السعوديات اللواتي يرغبن في الالتحاق بالخدمة في الجيش، حيث أعلنت عن بدء قبول وتسجيل وظائف عسكرية نسائية في سبع مناطق بالمملكة.
وبحسب "واس" أعلنت المديرية أنه بإمكان السعوديات الحاصلات على تعليم ثانوي وعال، واللواتي تأهلن لدخول صفوف الجيش أن يشغلن وظائف عسكرية برتبة "جندي" في كل من الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وعسير والباحة والشرقية.
وأعلنت عن الشروط الواجب توافرها، منها أن تكون المتقدمة سعودية الأصل والمنشأ ويستثنى من ذلك من نشأت مع والدها في وظيفة حكومية خارج السعودية
أن يتراوح عمر المتقدمة بين 25 و35 عاما، وألا يقل طولها عن 155 سنتيمترا، وأن يتناسب طولها مع وزنها، وألا تكون المتقدمة موظفة في أي جهة حكومية أو سبق لها العمل بنظام الخدمة العسكرية، وألا تكون المتقدمة متزوجة من غير سعودي، وأن تكون لديها هوية وطنية مستقلة، وكذلك أن يكون مقر إقامتها ووظيفة ولي أمرها بنفس المنطقة أو المحافظة التي توجد بها الوظيفة.
