حضور سوري
قال الدكتور علي الأحمد، عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية في سوريا، دائما ما يقوم الأعداء بأفعال ما، فإذا ما أحسن السياسيون استثمارها يمكن أن ينقلب عليهم، ولقد تعاملت سوريا مع الموقف في شمال شرقي البلاد بحيث استعادت حضورها في تلك المناطق ولو بشكل نسبي.
وتابع الأحمد، هناك من يقول أن العملية العسكرية التركية شرق الفرات تجري بتفاهمات أمريكية روسية تركية ومع قيادات "قسد" السورية وليست القيادات التي أتت من الخارج، أضف إلى ذلك أن القيادات المحلية في المناطق التي لم تكن تحت سيطرة الدولة كانت تريد التواصل على الدوام مع الحكومة السورية.
وعن أهداف تركيا من عملية شرق الفرات قال عضو أكاديمية الأزمات، أعلم أن هناك أطماع تركية ولكنها غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وفي التوقيت ذاته هناك مخاوف تركية زاد حجمها كثيرا فأرادت تركيا أن تلغي تلك المخاوف من خلال الهروب إلى الأمام، بدلا من قيامها بإجراء مراجعة ذاتية لأنها هى من أدخلت الإرهابيين وأن تتواصل مع الدولة السورية ولكنها لم تفعل وشنت العمل العسكري وهذا ما دفع قسد للعودة إلى الدولة وحل نفسها.
الأمن القومي التركي
ومن جانبه قال الدكتور أحمد أويصال ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط "أورسام" بأنقرة لـ"سبوتنيك" ، إن تركيا لن تقبل بوقف العملية العسكرية بناء على الاتفاق الذي تم بين الحكومة السورية وقوات قسد، لأن هدف العملية هو القضاء على تنظيم "بي كا كا" والحفاظ على الأمن القومي التركي.
ضمانات دولية
وأشار أويصال إلى أن العقوبات والتهديدات لن تثني تركيا عن هدفها، نظرا لما يمثله التنظيم من خطورة على الأمن القومي التركي، حيث أن أنقرة لا تريد بجوارها دولة صغيرة تعاديها وتفصل بينها وبين العالم العربي، لذا فهو مشروع غيرقابل للوجود ويمثل خطر كبير عليها، مؤكدا على استمرار تلك العملية حتى كسر ظهر هذا التنظيم.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده اتخذت قرارا بإطلاق العملية العسكرية شرقي الفرات يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لتصفية تنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.
وبدأت تركيا، عملية عسكرية شمالي سوريا، تحت اسم "نبع السلام" وادعت أن هدف العملية هو القضاء على ما أسمته "الممر الإرهابي" المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار محاربة "داعش".