حول تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بأن "معركة إدلب لن تستغرق كثيرا" وذلك خلال لقاء مع "RT" الناطقة بالإنجليزية علق جفا: "الاستعدادات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش السوري في خان شيخون مكتملة الجهوزية، وتتمتع بمعنويات عالية تمكنها من استئناف عملية تطهير الأراضي بدءا من خان شيخون إلى مدخل مدينة حلب الغربي لكن الاتصالات الروسية من أجل وقف "إطلاق النار وإعطاء فرصة لتركيا بهدف الضغط على "جبهة النصرة" وحلفائها بهدف تطبيق اتفاق ما يسمى المنطقة العازلة هو من أخّر العملية، إذا من الناحية العسكرية الدولة جاهزة وقادرة على بدئها ومن الناحية السياسية ترتبط معركة إدلب بعملية التنسيق ما بين الجانب الروسي والتركي."
وأضاف جفا خلال مداخلة هاتفية مع برنامج " بلا قيود" : " بالعودة إلى الميدان نجد أن "جبهة النصرة" (المحظورة في روسيا) تعاني من عزلة، بسبب زيادة وتيرة المظاهرات والغضب الشعبي من قبل معظم مكونات أهالي إدلب ضد وجودها خاصة بعد فرضها جزية 10 بالمئة على محصول الزيتون الذي يعدّ أساسيا في إدلب ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين وحاولت "جبهة النصرة" اقتحام معقل أساسي لـ "فيلق الشام"، وهذه المشاحنات تهيء الأرضية لبدء المعركة مع وجود الحراك الشعبي والعناصر الوطنية القادرة على مساندة الدولة وهذا ماعناه الرئيس الأسد اليوم بتصريحه أي أن الظروف مواتية بكافة مستوياتها لبدء معركة إدلب وإحداث انهيارات في صفوف جبهة النصرة."
وبخصوص أسباب عدم التوصل لاتفاق بين الكرد والدولة السورية تابع جفا: " بمجرد عبور جندي سوري وروسي إلى شرق الفرات والبدء بعمليات نصب الجسور أنا أقول أن المشروع الكردي قد سقط ... ولاحظنا سلاسة في عملية نقل القوات السورية والسيطرة على الطرق الرئيسية، لكن تغريدات الرئيس ترامب وتغير موقفه هي دائما ترتبط بالموقف الكردي فيما إذا كان متعنتا أو متسامحا أو متساهل مع الدولة السورية وإحراز تقدم فيما يسمى المطالب الكردية لكن العصب الأساسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" هو "حزب الاتحاد الديمقراطي" وهو الحزب الأقرب لأمريكا والأكثر تشددا لذلك رفع أمريكا سقف المطالب على سوريا مرتبط مباشرة بتصلب المواقف الكردية ، وإن عودة القوات الأمريكية والتمركز في حقول النفط هو ما أدى إلى عرقلة تطبيق الاتفاق مع الجانب السوري."
وعن مطالب الكرد ونقطة الخلاف مع دمشق أوضح جفا: "الجانب الكردي يطلب انضمام حوالي 120 ألف مقاتل (100 ألف رجل و20 ألف امرأة) إلى الجيش السوري وهذا رقم كبير جدا ، على أن تتم معاملتهم كعناصر الجيش السوري والضباط وتخصيص رواتب لهم مع بقائهما في المراكز والمقرات العسكرية والأمنية، وأن تكون لهم استقلالية محددة مع بقاء ما يسمى مؤسسات الإدارة الذاتية وهذا لا تقبله الدولة السورية ، الدولة السورية ليس مهمتها حماية الحدود والكرد من الهجمات التركية فقط، بل يجب أن تدخل إلى تلك المناطق وتطبق القوانين القضائية والتشريعية والأمنية كما في حلب ودمشق أو أي محافظة سورية أخرى، هنا مفصل الخلاف الأساسي وتصاعد المطالب الكردية بأن تبقى جميع المؤسسات تحت سيطرتهم."
وحول عودة "جبهة النصرة" لاستهداف حلب تابع جفا: " لاحظنا خلال السنوات السابقة أن زيادة وتيرة الاغتيالات والتناحر بين صفوف التنظيمات الإرهابية يؤدي مباشرة إلى توجيه البنادق للمناطق الآمنة أو قوات الجيش وهذا ماتفعله الآن "جبهة النصرة " من خلال الغرف المغلقة أي علينا أن نكف عن الاقتتال ونتوجه إلى العدو الأساسي المتمثل بمفهومهم بسوريا وروسيا وإيران، وأعادوا فتح جبهة حلب لتوجيه الرأي العام الداخلي والبيئة الحاضنة لـ"جبهة النصرة" كسبب رئيسي لاستهداف المدينة لمدة 3 أيام متواصلة، والبارحة كانت هناك محاولة تسلل على المحور الغربي تصدت لها قوات الجيش، فيما بقيت طائرات الاستطلاع الروسية تمسح المنطقة على مدار الساعة لمنع أي تسلل للارهابيين وحدثت اشتباكات لم تتوقف حتى ساعات الصباح الأولى.
ووردت أنباء عن مقتل مؤسس ما يعرف بمجموعة "الخوذ البيضاء" علق عليها جفا في مستهل حديثه بالقول: "وثّقنا منذ بداية ظهور "الخوذ البيضاء" أن المؤسس الرئيسي كان يتبع لفصيل في "الجيش الحر" ثم انتسب إلى "فيلق الشام" وقمنا بإجراء حلقات وثائقية حول ذلك، وبسبب تضاؤل الدور الذي تقوم به "الخوذ البيضاء" كانت تنوي البدء بتمثيلية جديدة حسب ما صرحت روسيا مؤخرا لكن الضربات الجوية على المقرات العسكرية القريبة منها أدى لمقتل عدد كبير منهم وهذا يدل على أنهم جزء أساسي من العملية العسكرية التابعة للفصائل المسلحة علما أن المرافق التي تراقب حركة الطيران وتقوم بالتشويش عليه تدار من قبل الخوذ البيضاء وهي مرتبطة بالمحابرات البريطانية وجميعهم يعملون ضمن غرفة عمليات واحدة."
